المحاماة والارتقاء بالكلمة

بقلم/ أسامة ماهر الجوجري المحامي

لما كانت الكلمة هي الركيزة الاساسية واللبنة الأولى لبيت المحاماة فلا بد أن تكتمل جميع أنسجتها لاسيما البلاغية حتى يكتمل سحرها بالبيان، فإن من البيان لسحرا، والكلمة كانت محور جميع الرسالات والأديان السماوية فإن المتأمل فيها يجد أن الكلمة الحسنة والسيئة لكليهما ميزان.

فالكلمة مقدسة والمحامي يجب أن يحظي بالحظ الوافر من الفصاحة والبلاغة ولن يتأتي ذلك إلا بالتعلم والممارسة فإذا ما اتسعت الأفق بالعلوم ومزجت ببلاغة الكلمة كان القول الرشيد والحجة البينة التي تنصت لها القلوب فيرتقي بالسامعين إلي آفاق تتولي إليها وجهتهم فلا يفتر منها المتلقي والمستمع علي حداً سواء.

وإننا إذ نتكلم عن مكانة الكلمة في المحاماة فنؤكد علي أنها حصن المحامي وحصانته فإنه و إن كان قرناؤه ممن يفصلون فيما يعرض عليهم من نزاعات لهم حصانتهم فالمحامي بالكلمةومن أجلها يتمتع بها
إن المحامي إذ ما توافرت لديه ملكة بلاغة الكلمة لانت له الصعاب وإن كان حجر اً فإنه يذاب
إن من عظم المحاماة أنها قدست الشهادة بالكلمة إذا ما كانت من المحامية فتصبح مثلها وشهادة الرجل سواء بسواء أمام القضاء.

إن الكلمة التي يتلفظ بها المحامي لها رونقها إذا أنها يتشوق إليها السامعين إذا ما اكتملت أركانها وزمان ومكان النطق بها
فالمحامي يجب أن ينتقي من الكلمات ما يتناسب مع المواقف وكذلك أن يتحري أيسرها وأبسطها إذا ما اقتضت المرافعة ذلك مع الحفاظ علي ألا تفقد سماتها وأركانها .

المحامي وهو فارس الكلمة عندما يمسك بأطراف الحديث فإن ذهنه يربط الكلمة وهي تأخذ الصبغة القانونية بما توحيه في ذهن المستمع لتصبو إليها قلوب وأذهان المستمعين فتلامس الوجدان
ويجب علي المحامي و هو يرتقي بكلماته أن ينجو بنفسه عن الدنئ منها وما تحوم حولها الشكوك فإنه بينه وبينها شعرة هو في غني عنها.

إن الكلمة هي سيف المحاماة ودرعها فلنرتقي بها بغية الإرتقاء برسالتها السامية.

زر الذهاب إلى الأعلى