المحاماة رسالة يتعبد بها إلى الله

بقلم/ تامر حسن أمين

إن المحاماة في ثوبها الحقيقي، هي رسالة الدفاع عن الحق، ومناصرة المظلوم، والوقوف إلى صفه حتى تثبت براءته ويرفع الظلم عنه، فالمحامي هو لسان كل مظلوم، حينما تشهد عليه كل الشواهد والأدلة، ويصرخ بأعلى صوته إنى بريء، وهنا تنتفض المحاماة لتبحث عن براءته بشتى السبل دون كلل أو ملل، حتى تظهر براءته علي رؤوس الخلائق، فالمحاماة رسالة حق يؤجر عليها المحامي الحقيقي أجران في الدنيا وفي الأخرة، فالمحاماة قبل أن تكون وسيلة كسب رزق، فهب عمل صالح يبتغي به التقرب إلى الله.

فالوقوف إلى جوار المظلوم ليس بالأمر الهين، أو البسيط في ظل اتهام ثابت بالأدلة، فقد يتخلى عن الإنسان أقرب الناس منه إلا محاميه الذي أمن ببراءته واقتنع بها رغم كل الأدلة التي تشهد عليه، ولا ينال من قدر المحاماة ولا من علو شأنها إساءة البعض إليها من الخارجين عن هذا الدرب القويم من ضعفاء النفوس والباحثين عن المال أيا كان مصدره.

فالمحاماة بريئة من هذا السلوك وأكبر وأنقى منه، فيكفيها شرفاً وعزاً، ويجعلها تاج فوق رؤوس المحامين يمشون به بين الناس من أنها تجسد صفة من صفات الله جل في علاه، اتصف بها في قرآنه، فيقول سبحانه في محكم التنزيل ” إن الله يدافع عن الذين أمنوا “، وياله من شرف وفخر وعز للمحامين ان يتصفوا بصفه من صفات الرحمن ، أي شرف بعد هذا يدعي بين المهن، بل إن المحاماة إذا ما كانت على هذا النهج، فهي رسالة يتعبد بها ويتقرب بها إلى الله، ويؤجر عليها المحامين.

زر الذهاب إلى الأعلى