المتلونون في الأرض
بقلم: سراج الدين راضي المحامي
هنالك من يعتقد أن الحرباء تغير لونها وفق ما تقتضيه بيئتها ، لكن الحقيقة العلمية هو أنها تغير لونها استجابة لوضعها الفيزيائي والفيسيولوجي ، حيث تغيره بالتناغم مع شدة الضوء ودرجة حرارة المحيط ، إضافة الى أنها تغير لونها للتعبير عن مشاعرها واجتذاب من تريد اجتذابه من أقرانها.
وهذه الحقيقة العلمية تنطبق على التشبيه الشهير للحرباء بالمتلونين من البشر الذين يغيرون مواقفهم ومبادئهم لتتلاءم دائما مع مصالحهم الخاصة من دون الأخذ بنظر الاعتبار نظرة الناس إليهم و مصلحة البلاد و العباد.
وهو ما يدرج في زماننا الحالي بقول النفاق الاجتماعي في زماننا هو التلون في العلاقات ، وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد أو الانتفاع الشخصي.
ثمة الكثير من هؤلاء المتلونين اليوم في نقابتنا نقابة المحامين المصرية من أعضاء وموظفين ومحامين كانوا في العهد السابق يتناشدون بعلو أصواتهم ويرددون عبارة عاش الملك وبعد سقوط الأقنعة ظهرت هذه الفئة واتضحت ورأت لكل مرأى ومسمع من جميع المحامين ..
ومن ثم بدأت تعلوا أصواتهم ضد النقيب الحالي الفقيه العلامة النقيب رجائي عطية ويرجع ذلك لسبب واحد وهو عدله واتخاذه لقرارات من شانها الاضرار بمصالحهم الشخصية وقد تؤدي بهم الى مصير محتوم بعد ادانتهم .
احذر معالي النقيب من هؤلاء المتلونون فهم يجيدون التلون والتصبغ ، فأمامك بلون وأمام الغير بلون آخر.. العلاقة معهم عبارة عن دخول في دهاليز لا تعرف بدايتها من نهايتها .
هم أناس رضوا بأن يكونوا أصحاب أقنعة.. مبادئهم تتبع رغباتهم.. أناس تنعدم ثقتك بهم ، تحس من أول وهلة أنك أصبت الشخص المناسب لك ولكن عندما يصفعك مرارا” وتكرارا” تدرك بعدها عدم اتزان شخصياتهم وتهلهل في مبادئهم ووعكة في أخلاقياتهم..
ويشرفني أن انهي مقالي بمقولة نقلت عن سيد البلغاء الأمام – (علي) – ( عليه السلام ) باعتبار أنها من جملة المحفزات التي شكلت منطلقا ودافعا لتوضيح الحق والحقائق ولا نعتقد بأننا بحاجة للتعليق عليها لوضوح مضامينها ومعانيها الجليلة حيث يقول الأمام (علي) عليه الســــلام : } حين سكت أهل الحق عن الباطل توهم أهل الباطل أنهم على حق . {
امضي في طريق الإصلاح لنقابتنا معالي النقيب والأب والقائد واعد بناء البيت الذي اهدمه هؤلاء ليكون الصرح الشامخ الذي نتمناه بقيادتك الحكيمة والعادلة وفقك الله لما فيه الخير والرشاد ..