العَرَبيَّةُ وعاءُ القانون وحليته

 

بقلم: محمد علي المحامي

لا نحتاج أن تستزيدَ في البيانِ عن أهميةِ اللغةِ العربيةِ كأداةٍ لازمة لإخراج كل عمل قانوني على أرض الواقع، فبداية من صياغة النصوص القانونية إلى العمل بها في أروقة المحاكم، مرورا بفن كتابة الدعاوى والمذكرات والعرائض، إلى المرافعات الجلية في ساحات المحاكم، كل هذه المهارات لا يقوم لها قائمة إلا باستخدام اللغة، وفي مقامنا هذا هي العربية.

وكون السيد المحامي يصدح بالعربية ممزوجة بالعامية لا ينقص قدره ولا يعيبه مثقال ذرة، وإنما فعلته هذه ليفهم البسطاء من الحضور، إلى جانب هيئة المحكمة، وعلى كل محامٍ أن يتقن العربية تمام الإتقان قبل أن يسلك درب القانون.

ولا يخفى علينا جميعا -جموع المحامين- نص دساتير مصر المتعاقبة على اعتبار اللغة العربية لغة رسمية للبلاد، وآخرها دستور 2014 مادة 1 “…الشعب المصري جزء من الأمة العربية…” فقد أقر الدستور بانتماء الشعب المصري للأمة العربية، وكلمة “دستور” فارسية الأصل بمعنى “قانون” ولدينا المادة 2 من دستور 2014 والتي جاء فيها صراحة “…واللغة العربية لغتها الرسمية…” وكما اختصها قانون السلطة القضائية رقم 46 لسنة 1972 في صدر المادة 19 بقولها: “لغة المحاكم هي اللغة العربية، وعلى المحكمة أن تسمع أقوال الخصم أو الشهود الذين يجهلونها بواسطة مترجم بعد حلف اليمين” وهذا نص صريح قاطع الدلالة في أن اللغة العربية هي المعتبرة أمام المحاكم يلتزم بها القضاة والمتقاضون، واستنادًا لهذا النص لا يجوز صياغة مستندات المحاكم أو صحف الدعاوى بلغة خلاف اللغة العربية، أما عن المحررات المعروضة أمام المحكمة بلغة أجنبية لا بد أن تكون مصحوبة بترجمة عربية، فإذا اعتمدت المحكمة في حكمها على هذه الأوراق عُدَّ حُكْمَها باطلا، ولا تشترط الرسمية في هذه الترجمة ما لم يجحدها الخصوم “نقض مدني الطعن رَقْم 1497 لسنة 55 بتاريخ 19 / 7 / 1993 س44”.

ليس علينا الخوض في أعماق العربية وتعقيداتها، ولكن جل ما يجد فعله هو مراعاة البسيطة في كتاباتِنا عامة والقانونية خاصة، والأخذ بالقواعد البديهية للنحو والصرف، وحسن استخدام علامات الترقيم.

وعيب علينا إذا كنا أهل العربية والقانون وعملنا تحمله هذه اللغة ولا نعرفُ كيف نكتُبُ كلمة “مُحَامٍ” بطريقة صحيحة.

أولا: “المحامي” اسم منقوص إذن فلنُعرِّف الاسم المنقوص بشكل بسيط.

– الاسم المنقوص: هو اسم في آخره ياء ساكنة ما قبلها مكسور، وسُمِّيت بـ “الأسماء المنقوصة” لأن حرف الياء فيها يُنْقَص عند تنكير الكلمة. فيُقال: مُحَامٍ، قَاضٍ، رامٍ، نادٍ، راعٍ، ساعٍ، وادٍ، وافٍ، شافٍ، كافٍ، صافٍ.

– يُعْرَبُ كغيره من الأسماءِ من حيث الموقع الإعرابي، أما ما يختلف فهو الحركة الإعرابية.

– إذا نوِّنَ الاسم حُذِفَت ياؤه لفظًا وكتابة في حالتي الرفع والجر: * الرفع: جاء مُحامٍ * الجر: كتَبْتُ إلى مُحامٍ.

في حالة النصب تثبت الياء ولا تُحذف * النصب: رأيتُ مُحَاميًا

– ياء الاسم المنقوص لا تُحذف في التثنية والجمع المؤنث السالم وتُرَد إذا كانت محذوفة * “المحاميان، المحاميين”.

– ياء الاسم المنقوص في جمع المذكر السالم “تُحذَفُ الياء”.

– يُضَمُّ ما قبل الواو * يُكْسَرُ ما قبلُ الياء.

* الرفع: جاء المُحَامُون “لاحظ ضم حرف الميم قبل الواو”.

* الجر: مررتُ بالمُحَامِين “لاحظ جر الميم قبل الياء”.

* النصب: رأيتُ المُحامِين “لاحظ كسر الميم قبل الياء”.

ولهذا يكون الصواب أن تكتب 🖋:

مُحَمَّد علي “المُحَامي” ✔

وليس

مُحَمَّد علي “المُحَام” ❌

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى