العقود وأهميتها في حياتنا اليومية
بقلم / أحمد سمير شلبي المحامي
بادئ ذي بدء فلا يخفى على كل ذي ثقافة قانونية متوسطة ما للعقود وأهميتها في إثبات الحقوق والالتزامات بين الناس فالدول نفسها تقوم على أنظمتها بالكتابة والتوثيق من كتابة العقود والأنظمة والتشريعات ،إلا أنه ومع الأسف لازال البعض يجهل أهم الأمور التي لزامًا علينا جميعًا الانتباه إليها فنجد مثلًا أن البعض من أصحاب المشاريع يبتعدون عن التفكير بالأمور القانونية لكونها غير محببه لهم، على الرغم من أهميتها البالغة.
فالعقود هي التي تبين العلاقة بين الأطراف في تحديد الأعمال والالتزامات فهي بمعنى أوضح وقاية من المخاطر المحتملة مستقبلًا، وبالتالي فلا ينبغي أن تكون العقود متأخرة أي بعد الخوض في تنفيذ أي اتفاق بل لا بد أن تكون في المقدمة لأنها الوثيقة التي تم التراضي بشأنها ولا يجوز الإخلال بها، إن العقد هو شريعة الله لعباده يقول الحق تبارك وتعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه).
إن العلاقة بين الأطراف لا تتم بشكل صحيح إلا من خلال الكتابة والتوثيق تجنبًا لعدم ضياعها خصوصاً في حال الخلاف والشقاق بين الأطراف فنشوء النزاع وغيرها من أمور الحياة من الوفاة والمرض وفقد الأهلية أمر وارد، وكونك اليوم أصبحت من أصحاب المشاريع فعليك أن تضع في ذهنك أولًا وقبل كل شيء أن الأعمال التجارية تعمل على كومة من الأوراق التي يتعين عليك توقيعها، وبذلك فإن العقود التي تبرمها هي التي تضمن حقوقك فالعقود هي البوابة التي من خلالها تعبر بأعمالك إلى الأسواق الجديدة.
كما يجب علينا جميعًا أن نراعي عند كتابة العقود وضع عدة افتراضات لأسوء الظنون تجنبًا لحدوثها أو معالجتها بالبنود التي توضع للخروج بأفضل الحلول، مع الوضع بعين الاعتبار أن العبرة من كتابة العقد ليس وضع شروط مجحفة على طرف دون الطرف الآخر ولكن العبرة هي إلزام الطرفين باحترام بنود العقد تجنبًا للجوء مستقبلًا إلي ساحات القضاء.