السادات.. وقنبلة الإمارات !
بقلم: أحمد سلام
وضع نهاية لسنوات الانكسار من خلال نصر أكتوبر العظيم، ومن موقع المنتصر كانت زيارة القدس التي أسفرت عن سلام الأقوياء الذي بموجبه استردت مصر سيناء، ولو أردنا أن نضع تعريفا أو نوثق فترة حكمه فمن الإنصاف القول أن السادات قد سبق عصره.
أمام الله والتاريخ الرجل أدى ما عليه رغم الحملة المستمرة ضده من الناصريين لدرجة وصفه بالمقبور، واتمنى تشريعا يلاحق هؤلاء، لأن رئيس مصر تعامل بعد قراءة واقعية للأرض، لدرجة أنه قال من لديه حلا يقدمه!
لو ألقى الرئيس جمال عبدالناصر إسرائيل في البحر لاستراح السادات وسار على الدرب، ولكنها التركة الثقيلة التي انتقلت إلى خليفة جمال عبدالناصر، قضية فلسطين، سيناء المحتلة.
عندما شرع الرئيس السادات في التفاوض مع إسرائيل كانت قضية فلسطين على مائدة التفاوض، واتهموه بالخيانة، واطلقوا الرصاص ابتهاجا باغتياله.
الرئيس السادات في بؤرة الأضواء الخميس 13 أغسطس 2020 بعد مبادرة الرئيس الأمريكي ترامب، التي لا تخفى رغبته في مكاسب انتخابية لتحسين وضعه داخليا، وقد أعلن عن اتفاق إماراتي إسرائيلي لأجل علاقات دبلوماسية، وتعاون كامل، يصب في صالح القضية الفلسطينية من خلال اشتراط الإمارات على إسرائيل عدم ضم الأراضي الفلسطينية، وإرجاء الأمر وهو الإطار الذي قوبل بغضب من السلطة الفلسطينية من خلال بيان شديد اللهجة يستنكر ما جرى.
الرئيس السادات حديث العالم لأنه استبق منذ نوفمبر 1977 واسترد الأرض وفتح باب حل للقضية الفلسطينية، وبعد43 عاما عاودت الإمارات وهي الأبعد عن إسرائيل وليست ملاصقة للأرض المحتلة، وإنما دولة غنية بموارد النفط وفي حسابات السياسة لا صفة لها في الأطروحة التي وضعتها لتدشين علاقة مع إسرائيل!
لا لوم على الإمارات من باب أفلح إن صدق فقد تغير الزمن، اليقين أن إسرائيل في الخليج منذ سنوات وقبل عامين زار نتانياهو سلطنة عمان في وضح النهار واستقبله السلطان قابوس رسمياً.
كلمة لو من الشيطان، الاشاوس والمغاوير ضيعوا القضية والدول العربية توحدت غضبا ضد توجه الرئيس السادات، المحصلة الرئيس السادات سبق عصره وصان شعبه من وجيعة احتلال أرضه، أما عن الدول العربية ومن نصبوا أنفسهم متحدثين في المسألة الفلسطينية فليتحملوا عاقبة الشطط واللدد والتطاول على مصر جراء ما قام به الرئيس السادات لأجل سيناء وفلسطين.
قنبلة الإمارات شأن إماراتي، قضية فلسطين شأن فلسطيني، الرئيس السادات في رحاب الله وقد مات مغضوبا عليه من الأشاوس والمغاوير وهاهم يلهثون اليوم لنيل رضا إسرائيل.
مصر في 13 أغسطس 2020 تثمن إعلان الإمارات التطبيع مع إسرائيل ولا سبيل سوى القول الحمد لله على نعمة استرداد سيناء بفضل الله بعد حرب انتهت إلى نصر وسلام انتهى إلى مفارقة الوجع يوم أن تم اكتمال تحرير سيناء من إسرائيل التي ستظل للأبد في مقدمة الأعداء.