الجوانب الخفية لسامح عاشور
ماهر الحريرى
أمامه أقسمت قسم المحاماة، وقت أن كان المرحوم أحمد الخواجة نقيبا للمحامين، عرفته نائبا بمجلس الشعب، وازداد اختلاطى به من العمل النقابى. شخصية غامضة يصعب على الكثير فهمها، يملك من فنون القيادة الكثير والكثير. عمياء هى ثقته بنفسه، حتى ظنها البعض غرورا، متحاور فوق الممتاز، أشبه بكبار الدبلوماسيين، إجاباته دوما حاضرة. وفى المواقف المحرجة، بدهاء الثعالب يزوغ. محاور فوق العادة، لديه القدرة على امتصاص غضب الآخرين، حتى ألد الخصوم.
بصمته كلام وكلام، وبحديثه حكم وإقناع، يستطيع بمهارة فائقة أن يجذبك بالحديث ليجعل من نفسه الشخصية المحورية بأى لقاء. لديه الشجاعة على اتخاذ القرار، عندما تتضارب الآراء، مما جعل البعض يظهره كديكتاتور. يعلم جيدا متى وكيف يتفاوض، عندما تلزم المفاوضات. قارئ جيد للأشخاص والأحداث. وكثيرا من الأحيان، يسمع جيدا لبعض الخبثاء والمتوددين، وأصحاب الأهداف لأغراض بنفسه. يلفظ وبحق الشخصيات الضعيفة، حتى ولو بادلها الحديث، مما جعل الكثير من أصحابها ينظر إليه على أنه المتكبر المتعالى، ويعرف كيف يواجه المواقف، ويتحسب العواقب. قائد عسكرى لا يبدأ أبدا بالهجوم، لكنه يملك كل مقومات وفنون الدفاع. وعلى الجانب الإنسانى، تفوق وبحق إنسانيته، وأشهد الله وضميرى ما قصدته يوما لزميل مريض أو محتاج وخذلنى، حتى ولو من ماله الخاص. والأمثلة عندى كثيرة، لا أرتضى لنفسى ذكرها، ولا ينسى مطالب مؤيديه، لكنه عن عمد يتناساها، خاصة إذا كانوا من المقربين. فإذا كنت من أصحاب المصالح، فحذار أن تكون له من المقربين..هذا هو سامح عاشور كما قرأته عينى، وكل يقرؤه كيفما يشاء.
وللواشين بى عنده، حتى منذ ساعات قليلة، دمتم ودامت وشايتكم.