الثقافة المنشودة لصناعة مُحامٍ مُتميز (8)
بقلم: د. حمدي أبو سعيد
[1]
ذكرت في المقال السابق أن الوصول إلى الثقافة الموسوعية المنشودة للمحامي ولكُلّ من يشتغل بالقانون تمر عبر مسارين:
المسار الأول: القراءة المثمرة؛ باعتبارها البوابة المهمة للتعليم والثقافة المطلوبة ..
والمسار الثاني؛ وهو: ماذا نقرأ، حتّى نُحقق الثقافة الموسوعية المنشودة؟ .. وستكون الإجابة على هذا السؤال هي محور هذا المقال بعون الله وتوفيقه ..
ماذا نقرأ، حتّى نُحقق الثقافة الموسوعية الشاملة المنشودة للمحامي؟ .. ولأن الموضوع يتناول الثقافة بمفهومها المعروف، والذي يعني تزويد المحامي وكل من يشتغل بالقانون بالمعلومات والمعارف والآداب والفنون والقيم الحاكمة للسلوك التي تصنع منه مُثقفاً تضعه في مصاف المثقفين العارفين ..
فلن أتطرق في هذا المقال إلى التكوين العلمي للمحامي، وأقصد به العلوم والدراسات القانونية والشرعية؛ فسأفرد لذلك مقالاً مُستقلاًّ بمشيئة الله تعالى أتناول فبه بالتفصيل خطوات وأصول وقواعد التكوين العلمي القانوني والشرعي للمحامي ما بعد مرحلة الدراسة الجامعية وشدة الحاجة إلى منهاج علمي للتكوين القانوني والشرعي المستمر؛ ومقالنا هذا عن التكوين الثقافي المنشود، وليس التكوين العلمي المطلوب؛ وقد سبق أن ذكرت الفرق بين الثقافة والعلم في المقال الأول من هذه السلسلة، وقد لخصَّ الأديب الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد (ت 1964م)، هذا الفرق بعبارة مختصرة؛ فقال: ((تعلَّم شيئاً عن كُلِّ شيء لتكون مُثقَّفاً، وتعلَّم كُلِّ شيءِ عن شيءِ لتكون عالماً)) ..
وسأتناول بمشيئة الله تعالى في هذا المقال أهم العلوم والمعارف والفنون والمعارف والفنون والآداب الي ينبغي أن تدخل في إطار التكوين الثقافي للمحامي ..
والعلوم والمعارف والفنون والآداب التب تدخل في التكوين الثقافي والإثراء المعلوماتي والمعرفي للمحامي كثيرة ومُتنوعة؛ ومن أبرزها:
1 – علوم اللغة العربية وآدابها.
2 – العلوم الإنسانية، ومناهج البحث فيها.
3 – العلوم الاجتماعية، ومناهج البحث فيها.
4 – علوم المنطق والحِجاج والخطابة.
5 – علوم التنمية البشرية.
6 – علوم الإعلام والاتصال.
وسأقوم ببيان ذلك مُفصَّلاً على النحو التالي:
العنصر الأول: أهمية دراسة اللغة العربية:
وترجع أهمية دراسة اللغة العربية وآدابها للمحامي إلى الأمور التالية:
1 – اللغة العربية وآدابها تمد المحامي والباحث القانوني بمفردات لُغوية كثيرة، وتمنحه ثراءً لُغويّاً يحتاج إليه في كافة أعمال المحاماة والبحث القانوني.
2 – اللغة العربية تصون لسان المحامي وقلمه عن الخطأ.
3 – اللُّغة العربية الفُصحى تمنح المحامي أُسلوباً جميلاً في التعبير وحلاوة في المنطق.
4 – إجادة اللغة العربية الفُصحى تُساعد المحامي على النجاح والتميُّز في كتابة البحوث والدراسات القانونية، وتُعينه كذلك في القيام بالمحاضرات و التدريس في الدورات العلمية القانونية، والتواصل مع وسائل الإعلام.
العنصر الثاني: أهم علوم اللغة العربية، وأهم الكتب فيها:
وأهم علوم اللغة العربية وآدابها مع أهم الكتب التي أقترحها للقراءة والاستفادة منها والتي ستُساهم كثيراً في الارتقاء بلغة المحامي وأسلوبه في الكتابة والتعبير والخطابة والإلقاء المتميز، وهي على النحو التالي:
(أ)– علم النحو:
ويُمكن قراءة أحد هذه الكتب، أو جميعها:
1 – كتاب (النحو الواضح في قواعد اللغة العربية) [ثلاثة أجزاء]؛ تأليف: الأستاذ علي الجارم (تُ 1948م)، والأستاذ مصطفى أمين، طبع ونشر (دار المعارف/القاهرة).
والكتاب بأجزائه الثلاثة كان مُقررا على المدارس طلبة الابتدائية المصرية أيام أن كانت المحاماة في عصرها الذهبي في الحقِبة الملكية.
2 – كتاب القواعد الأساسية للغة العربية؛ تأليف الأستاذ السيد أحمد الهاشمي، الذي كان أستاذاً من كبار أساتذة العربية في مصر المحروسة، ومُديراً لعدد من المدارس أيام الملك فؤاد (تُ 1943م) رحمه الله، طبع ونشر (مؤسسة المعارف/بيروت).
3– كتاب (التحفة السَنِيَّة بشرح المقدِّمة الآجُرُّومية)، تأليف شيخ العربية وإمامها البارز في هذا العصر؛ العلامة محمد مُحي الدين عبد الحميد، عميد كُلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف، (ت 1972م) رحمه الله، طباعة ونشر (المكتبة العصرة/بيروت).
4- ويُمكن الاستفادة من كُتب النحو المقررة على طلبة المعاهد الأزهرية في المرحلة الإعدادية والثانوية؛ مثل: (تقريب قطر الندى، وتقريب شذور الذهب، لابن هشام المصري، وتقريب شرح ألفية ابن مالك في النحو)، وهي كُتب مدرسية ممتازة في تقريب علم النحو وتيسيره لطلبة العلم والباحثين الراغبين في اتقان النحو العربي,
5– وفيما يتعلق بالإعراب، وهو التطبيق العملي لعلم النَّحو، وأهمية معرفته والاستفادة منه في تحسين اللغة العربية لدى المحامي والباحث القانوني؛ فأقترح قراءة ودراسة: كتاب (دروس في الإعراب) بأجزائه، الذي يتناول (إعراب سُور مُختارة من القُرآن الكريم)؛ تأليف الأستاذ الدكتور عبده الراجحي، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعضو مجمع اللغة العربية، (تُ 2020م) رحمه الله، طبع ونشر (دار المعرفة الجامعية/الإسكندرية).
6 – وفي علم الصرف؛ فإن أهم كتبه التي يُمكن الاستفادة منها؛ هي:
* – كتاب (شذا العَرف في فن الصَّرف)؛ تأليف الشيخ أحمد بن محمد الحملاوي، أحد كبار علماء الأزهر ودار العلوم، ومن أكبر المحامين لدى المحاكم الشرعية بمصر (تُ 1932م) رحمه الله، طبع ونشر (دار الكيان/ القاهرة).
* – وأنصح بقراءة كُتب (علم الصرف) المقررة على طلبة الإعدادية والثانوية بالمعاهد الأزهرية، ففيها غناء لمن أراد التمكن في (علم الصرف).
7– أهم الكتب التي تُعتبر مصادر ومراجع في علم النحو والصرف، يمكن الاستزادة منها، أو الرُّجوع إليها عند اللزوم:
*- كتاب (شرح قطر الندى وبل الصدى)؛ تأليف الإمام أبي محمد عبد الله بن هشام المصري (تُ 761هــ)، تحقيق العلامة محمد محي الدين عبد الحميد، طبع ونشر (المكتبة العصرية/بيروت).
● – كتاب (شرح شذور الذَّهب)؛ تأليف الإمام أبي محمد عبد الله بن هشام المصري (تُ 761هــ)، تحقيق العلامة محمد محي الدين عبد الحميد، طبع ونشر (المكتبة العصرية/بيروت).
● – كتاب (أوضح المسالك شرح ألفية ابن مالك في النحو)؛ تأليف الإمام أبي محمد عبد الله بن هشام المصري (تُ 761هــ)، تحقيق العلامة محمد محي الدين عبد الحميد، طبع ونشر (المكتبة العصرية/بيروت).
● – كتاب (شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك في النحو)، للإمام بهاء الدين عبد الله بن عقيل، العقيلي، المصري (تُ 769ه) رحمه الله، تحقيق العلامة محمد محي الدين عبد الحميد، طبع ونشر (دار التراث، ودار مصر للطباعة/ القاهرة).
(ب)– علم البلاغة العربية:
– وعلوم البلاغة ثلاثة هي: (البيان – المعاني – البديع)، ويُمكن قراءة أحد هذه الكتب التي تشمل العلوم الثلاثة، أو جميعها:
1 – كتاب (البلاغة الواضحة) [جزء واحد]؛ للأستاذ علي الجارم (تُ 1948م)، والأستاذ مصطفى أمين، طبع ونشر (دار المعارف/القاهرة).
والكتاب كان مُقررا على طلبة المدارس الثانوية المصرية أيام أن كانت المحاماة في عصرها الذهبي، وذلك في الحِقبة الملكية.
2 – كتاب (جواهر البلاغة في البيان والمعاني والبديع)؛ تأليف الأستاذ السيد أحمد الهاشمي، الذي كان أستاذاً من كبار أساتذة العربية في مصر المحروسة، ومُديراً لعدد من المدارس أيام الملك فؤاد (تُ 1943م) رحمه الله، طبع ونشر (مؤسسة المعارف/بيروت).
3– كتاب (إعجاز القُرآن والبلاغة النبوية)؛ للأديب الكبير مُحامي القُرآن الكريم، الأستاذ مصطفى صادق الرافعي (تُ 1937م) رحمه الله؛ طبع ونشر (دار الكتاب العربي/بيروت).
4– وأهم الكتب التي تُعتبر مصادر ومراجع في علم البلاغة العربية يمكن الاستزادة منها، أو الرُّجوع إليها عند اللزوم:
● – كتب أساتذة البلاغة في جامعة الأزهر الشريف وفي الجامعات المصرية؛ مثل كتب: (أ. د. محمد محمد أبو موسى، وأ. د. عبد العظيم المطعني، وأ. د. فتحي حجازي .. ) وغيرهم كثير ..
● – مؤلفات بنت الشاطئ؛ الأستاذة الدكتورة عائشة عبد الرحمن (تُ 1998 م) رحمها الله، ومن أهمه كُتبها: (التفسير البياني للقُرآن الكريم)، وغيره.
● – كتب شيخ البلاغة العربية الإمام عبد القاهر الجُرجاني (تُ 471 هــ)، ومن أشهرها: (أسرار البلاغة – دلائل الإعجاز في علم المعاني) .. وغيرها من الكتب النافعة.
(ج) – الأدب العربي وتاريخه:
وكتب الأدب العربي وتاريخه كثيرة جداً يصعب حصر أهمها، فيمكن الاستفادة منها قد المستطاع نثراً وشعراً؛ ومن أهم هذه الكتب الأدبية من وجهة نظري المتواضعة؛ ما يلي:
1 – كتب الأدب العربي التراثية القديمة؛ وقدَّمتها على كتب الأدب العربي الحديث؛ لأنها هي التي صنعت أدباء العصر الحديث، ومن أهمها:
● – كتاب (الكامل في اللغة والأدب)؛ تأليف: أبي العباس، محمد بن يزيد المُبرد، (تُ 286هــ)، والكتاب بتحقيق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم، طبع ونشر: (دار الفكر العربي/القاهرة)، في (ثلاث مجلدات).
● – كتاب (الأمالي)؛ تأليف: أبي علي، إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي، (تُ 356ه)، طبع ونشر: (الهيئة المصرية العامة للكتاب)، في (أربعة مجلدات).
● – كتاب (أدب الكاتب)؛ تأليف: أبي محمد، عبد الله بن مسلم بن قتُيبة الدينوري (تُ 276هـ)، طبع ونشر (مؤسسة الرسالة/بيروت)، في (مجلد واحد).
● وكتاب (عيون الأخبار)؛ تأليف: أبي محمد، عبد الله بن مسلم بن قتُيبة الدينوري (تُ 276هـ)، طبع ونشر (دار الكتب المصرية)، في (أربعة أجزاء).
● – كتاب (البيان والتبيين)؛ تأليف: أبي عثمان، عمرو بن بحر الجاحظ، (تُ 255 هـ)، والكتاب نشرته (مكتبة الخانجي/القاهرة)؛ بتحقيق العلاَّمة الأستاذ عبد السلام محمد هارون، رحمه الله، في (أربعة مجلدات),
● – كتاب (الأغاني)؛ تأليف: المؤلف: علي بن الحسين المرواني الأُموي القرشي، أبو الفرج الأصبهاني (تُ 356هـ)، طبع ونشر: (دار إحياء التراث العربي/بيروت)، في (25 مجلداً) ..
● – كتاب (بهجة المَجالس وأنس المُجالس)؛ تأليف: أبي عمر، يوسف بن عبد الله بن عبد البر النَّميري القُرطبي، (تُ 463هـ)؛ طبع ونشر: (دار الكتب العلمية/بيروت)، بتحقيق الأستاذ: محمد مرسي الخولي، في (مجلدين).
● – كتاب (العِقد الفريد)؛ تأليف: أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي، (تُ 328 هـ)، طبع ونشر (المكتبة التجارية الكبرى/القاهرة)؛ بتحقيق الأستاذ محمد سعيد العريان، في (9 مجلدات).
● – كتاب (مقامات بديع الزمان الهمداني؛ أبي الفضل، أحمد بن الحسين بن يحي (تُ 893 هـ)، بشرح العلاَّمة الإمام الشيخ محمد عبده (تُ 1905م)، طبع ونشر: (الدار المصرية اللبنانية) عام 2014م في (مجلد واحد).
● – كانت هذه عُيون كُتب الأدب العربي التراثية القديمة، وهي نماذج فقط لأهم الكُتب التي صنعت جيل الأدباء الكبار في مصر والعالم العربي، وهناك غيرها الكثير مما لا يتسع له هذا المقال.
2 – وبالنسبة لكتب الأدب العربي الحديث والمعاصر فهي كثيرة ومتنوعة وتصعب على الحصر؛ ولكني سأكتفي بذكر أسماء كبار الكُتاب والأدباء الذين يكتبون باللغة العربية الفُصحى، ولن أذكر واحداً من الذين يكتبون بالعامية أو يخلطونها مع الفُصحى؛ ويا حبذا لو تمكنا من اقتناء جميع كتبهم، لحدث من رواء ذلك خيراً كثيراً؛ وأبرزهم من وجهة نظري المتواضعة الأساتذة الأعلام: (مصطفى صادق الرافعي (مُحامي القُرآن)، مصطفى لطفي المنفلوطي، محمود محمد شاكر (مُتنبي العصر)، الدكتور طه حسين، الدكتور محمود محمد الطناحي، علي الطنطاوي، على أحمد باكثير، عباس محمود العقاد، الدكتور محمد حُسين هيكل صاحب كتاب حياة محمد صلى الله عليه وسلم، محب الدين الخطيب، زكي مبارك، أحمد زكي باشا، حفني ناصف، ملك حفني ناصف، أحمد حسن الزيات، محمد مصطفى هدَّارة، الدكتور شوقي ضيف، مصطفى محمود، توفيق الحكيم، يحي حقي، عبد الحميد جودة السحار، محمد سعيد العريان ..إلخ، وغيرهم كثير ..
3 – وينبغي أن يكون للشعر نصيب أيضاً من قراءاتنا لتنمية وتطوير أنفسنا لُغويّاً وثقافيّاً، فقراءة كتب الشعر القديم بعصوره الجاهلي والإسلامي الراشدي والأمُوي
والعباسي وغيره مهم جداً، ومن أهم دواوين الشعر: (المعلقات السبع – والمعلقات العشر وشروحها) ثم دواوين شعراء المعلقات؛ وهم: (ديوان امرئ القيس- ديوان طرفة بن العبد – ديوان زهير بن أبي سلمى- ديوان لبيد بن ربيعة العامري – ديوان عمرو بن كلثوم – ديوان عنترة بن شداد – ديوان النابغة الذبياني – ديوان الأعشى الكبير ميمون بن قيس – ديوان عبيد بن الأبرص) .. وغيرهم من شعراء الجاهلية ..
4- ومن أهم دواوين شعراء العصر الإسلامي بمختلف عهوده: (ديوان الخنساء – ديوان حسان بن ثابت – ديوان كعب بن زهير – ديوان قيس بن الملوح – ديوان عمرو بن معدي كرب – ديوان جميل بثينة -ديوان الأخطل – ديوان ذي الحطيئة – ديوان عمر بن أبي ربيعة – ديوان جرير – ديوان الفرزدق – ديوان المتنبي – ديوان أبي العلاء المعري …. إلخ )
5- وصولاً إلى شعرائنا في العصر الحديث، ومن أبرزهم: (محمود سامي البارودي – أحمد شوقي – حافظ إبراهيم – علي الجارم – أحمد محرم – عمر بهاء الدين الأميري – فاروق شوشة – .. وغيرهم من شعراء الفصحى المحافظين ..
6– وأهم الكتب في تاريخ الأدب العربي؛ ما يلي:
● – كتاب (تاريخ آداب العرب)؛ تأليف الأديب الكبير الأستاذ مصطفى صادق الرافعي؛ طبع ونشر (مكتبة الإيمان/المنصورة)، في (مجلدين).
● – مجموعة كتب (تاريخ الأدب العربي)؛ للعملاق الكبير؛ أ. د. شوقي ضيف، رئيس مجمع اللغة العربية السابق، (تُ 2005م) رحمه الله، والكتاب نشرته (دار المعارف المصرية)، في (عشرة أجزاء)، وهو من أحسن الكتب التي تناولت تاريخ الأدب العربي في عصوره: (الجاهلي – الإسلامي – العباسي الأول – العباسي الثاني – الجزيرة العربية، والعراق، وإيران – الشام – مصر – الأندلس – ليبيا، تونس، صقلية – الجزائر، المغرب الأقصى، موريتانيا، السودان).
7 – أهم الكتب في فن التعبير والإنشاء:
● – كتاب (جواهر الأدب)؛ للأستاذ السيد أحمد الهاشمي (تُ 1943م) رحمه الله، والكتاب نشرته (المكتبة العصرية/لبنان)؛ بتحقيق الدكتور يوسف الصميلي، في (مجلد واحد) كبير، وهو كتاب قيم طاف به مُؤلفه في حدائق الأدب وبساتينه، وقطف زهوراً يانعة تسر النَّاظرين ..
د – المعاجم العربية:
ولا غنى لأحد باحث في أي شأن أو علم أو تخصص باللغة العربية عن معاجم هذه اللغة التي تُفصح عن معاني الكلمات الغريبة والمصلحات الغامضة؛ ومن أهم هذه المعاجم التي لا ينبغي أ ن تخلو منها مكتبة مُحامٍ أو باحث مُشتغل بالدِّراسات القانونية والشرعية:
● – مُعجم القانون؛ صنعه (مجمع اللغة العربية بالقاهرة)، ويقع في (جزء واحد) لطيف؛ وتم إعداده بواسطة مجموعة من كبار المجمعيين اللُغويين مع عدد من كبار فقهاء وأساتذة القانون في الجامعات المصرية، وكانت بداية هذا العمل مع الفقيه الدكتور عبد الرزاق السنهوري والدكتور محمد حسين هيكل القانوني الكبير صاحب كتاب (حياة محمد صلى الله عليه وسلم)، والدكتور عبد الحميد بدوي، الذي اختير قاضياً بمحكمة العدل الدولية، والدكتور علي بدوي أستاذ القانون الجنائي، ثم آل المشروع إلى الدكتور مصطفى القللي العميد الأسبق لكلية الحقوق -رحم الله الجميع-؛ وفي عام 1974م أسند المشروع إلى الدكتور أحمد عز الدين عبد الله، عميد كلية الحقوق بجامعة عين شمس، وهو الذي قام مع كوكبة من فقهاء القانون في جميع فروعه بإتمامه وانجازه.
● المعجم الوجيز؛ صنعه (مجمع اللغة العربية بالقاهرة)، ويقع في (جزء واحد) لطيف.
● – المعجم الوسيط؛ صنعه -أيضا- (مجمع اللغة العربية بالقاهرة)؛ ويقع في (مجلد واحد) كبير.
● – المعجم الكبير؛ صنعه -أيضا- (مجمع اللغة العربية بالقاهرة)؛ ويقع في (ثمانية مجلدات) كبار، وقد وصلوا فيه إلى (حرف الذال).
● – وهناك من المعاجم: (مختار الصحاح)؛ تأليف: زين الدين، أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (تُ: 666ه)، نشرته (المكتبة العصرية/لبنان)، في (جزء واحد) متوسط الحجم.
● – وهناك: (القاموس المحيط)؛ تأليف: المؤلف: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروز آبادى (تُ: 817 هـ)، نشرته (مؤسسة الرسالة/بيروت)، في (مجلد كبير).
● – ومن أهم هذه المعاجم وأشهرها على الإطلاق: (لسان العرب)، تأليف: الإمام اللُّغوي الحُجَّة، محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين بن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقي، المصري مولداً ووفاة، (تُ: 711هـ)، وقد طُبع الكتاب لأول مرة (بالمطبعة الأميرية بالقاهرة) عام 1882م، وعن هذه الطبعة الأصيلة قامت الكثير من دور النشر في مصر وغيرها بتصويرها وإعادة نشرها مرة أخرى مع بعض التعديلات الطفيفة، ومن هذه الطبعات (دار إحياء التراث العربي/بيروت)، في (18 مجلد)، منها (ثلاث مجلدات فهارس).
(ه) – ومن علوم اللغة العربية (علم العَروض والقافية)، ويعني بضبط أوزان الشعر، ويكفينا للتعرف عليه من باب الثقافة والاطلاع كتاب واحد يُغنينا عن عشرات الكُتب، وهو: كتاب (العَرُوض الواضح وعلم القافية)؛ تأليف: الدكتور محمد علي الهاشمي؛ طبع ونشر: (دار القلم/دمشق).
(و) – وهناك (علم اللغة)، وهو علم يبحث في أصل نشأة اللغة وتطورها، وما يطرأ عليها، وما تتعرض له من انقسام إلى لهجات، ودراسة الأصوات التي تتألف منها اللغة، ودراسة اللغة من حيث دلالتها على التعبير عما يجول في الخاطر، والبحث في الأصول التي جاءت منها الكلمات، وبيان العلاقة بين اللغة والحياة الاجتماعية، ودراسة العلاقة بين الظواهر اللُّغوية والظواهر النفسية .. إلخ؛ ويكفينا للتعرف على هذا العلم من باب الثقافة وحب الاطلاع، كتاب واحد يُغنينا عن عشرات الكُتب، وهو: كتاب (علم اللغة)؛ تأليف: الأستاذ الدكتور علي عبد الواحد وافي، (تُ: 1991م) رحمه الله، طبع ونشر: (دار نهضة مصر)، الطبعة التاسعة، عام 2004م.
(ز) – وهناك علم الأصوات، وهو يرتبط ارتباطاً كبيراً (بعلم اللغة)؛ بل إنَّه أحد عُلوم (علم اللغة)؛ ولأهميته أقترح في هذا الصدد قراءة جميع مؤلفات العملاق الكبير الأستاذ الدكتور كمال بشر عميد كلية دار العلوم، والأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية والعلمية العربية، (تُ: 2015م) رحمه الله؛ وهذه أهم كتبه رحمه الله: (علم الأصوات، ويقع في (640 صفحة)، و (دور الكلمة في اللغة، ويقع في (376 صفحة)، و (علم اللغة الاجتماعي، ويقع في (400 صفحة)، و (فن الكلام، ويقع في (464 صفحة)، و (إذاعيات في اللغة والأدب، ويقع في 344 صفحة)، و (قُطوف من أزاهير اللغة، ويقع في (224 صفحة)، و (في اللغة العربية ومشكلاتها، ويقع في (138 صفحة)، و (صفحات من كتاب اللغة، ويقع في (400 صفحة)، و (دراسات في علم اللغة، ويقع في (336 صفحة)، و (خاطرات مؤتلفات في اللغة والثقافة، ويقع في (324 صفحة)، و (اللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم، ويقع في (340 صفحة)، و (التفكير اللغوي بين القديم والجديد، ويقع في (534 صفحة)، و (مجمعيات (الجزء الأول)، ويقع في (330 صفحة)، و (مجمعيات (الجزء الثاني)، ويقع في (184 صفحة).
وهكذا فإنَّ العلم والثقافة بحار مُمتدة لا ساحل لها، وهي الحياة والله بكُلِّ ما تحمله هذه الكلمة من معني وأبعاد، ولا يعرف قيمتها وقدرها إلاَّ من غاض لُججها، وغاص في أعماقها؛ فأخرج دُررها ولآلئها، وراح يغترف بحب ونهم من معينها الذي لا ينضب، إنها الثقافة ولا غير التي تضيف للإنسان أعماراً فوق عُمره، أسأل الله العلي القدير أن يُعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وأن يزيدنا علماً بفضله وكرمه إنَّه ولي ذلك والقادر عليه .. .. والله من وراء القصد؛؛؛
* – وللموضوع – صلة وتكملة – في مقال آخر بمشيئة الله تعالى وتوفيقه ..