الثقافة المنشودة لصناعة مُحامٍ مُتميز (5)

بقلم: د. حمدي أبو سعيد
(1)
بين يدي المقال:
تناولت في المقال (الرابع) من هذه الدراسة ما يُؤكد على أنَّ “الثقافة” للمُحامي فريضة وضرورة؛ فريضة يُقررها الشرع والقانون، وضرورة يُحتِّمُها الواقع؛ فالله جلَّ وعلا أمر بالوفاء بالعقود؛ فقال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) [سورة المائدة: 1] .. ولما كان من مُقتضى عقد الوكالة بين المحامي ومُوكله؛ أن يكون “المحامي” على علم بموضوع الدَّعوى، وعلى قُدرة وتمكُّن من القيام بحُسن الدِّفاع عن مصالح مُوكله بحُكم ما لديه من علم وثقافة ومعرفة وخبرة ودراية، كانت “الثقافة” في حق المحامي فريضة، والقاعدة الأصولية تقول: ((ما لا يتم الواجب به، فهو واجب)) ..

هذا والقانون قد ألزم المحامي بأن يُدافع عن مصالح مُوكله بكفاية (أي بعلم ومعرفة وخبرة ودراية)، وأن يبذل في ذلك غاية جُهده وعنايته؛ على نحو ما نصَّت المادة (63) من قانون المحاماة رقم (17) لسنة 1938 وتعديلاته ..
– كما أن قانون المحاماة –أيضا- قد حدد جزاءً تأديبيّاً لمن يُخالف أحكامه؛ حسب ما جاء في المادة (98) منه ..
ومن هُنا كانت “الثقافة” للمحامي التي تعني “الكفاية والمعرفة والخبرة” فريضة في حقِّه يُقرِّرُها الشرع والقانون، ويُؤكدها العقل والمنطق ..
وكانت “الثقافة” للمحامي –أيضاً – ضرورة يُحتِّمُها الواقع؛ وفي ظل هذا التطور الهائل لوسائل الاتصال ومع هذا التدفق المعلوماتي الرَّهيب؛ فإنه ليس هناك من عُذر أمام أي مُحام أو باحث أو غيره من أصحاب المهن التي تحتاج إلى تحديث المعلومات والاطلاع والقراءة باستمرار، مع سهولة الوصول إلى المصادر والمراجع العلمية الأصيلة في كافة المجالات، وسهولة الحصول على الدَّوريات والمجلات والإصدارات القانونية النافعة وغيرها التي تُساعد على تعميق ثقافة المحامي وغيره؛ لذا كانت الثقافة من هذا المنطلق فريضة يُقررها الشرع والقانون، وضرورة يُحتمّها الواقع والعقل ..

وهذه المنجزات التقنية قد ساهمت بدرجة كبيرة في رفع درجة الثقافة والوعي لدى الناس، وأوجدت لديهم المقياس الذي يستطيعوا من خلاله أن يُميّزوا بين المتعلم المثقف وبين غيره في جميع المجالات بما فيها المحاماة .. فإنّه نتيجة لهذا التقدم الهائل توفرت العديد من آليات وأدوات الرقابة والمحاسبة المجتمعية، وصارت “وسائل التواصل الاجتماعي” تتناقل كُلّ شيء، بما فيها أعمال المحامين ومُرافعاتهم وندواتهم ومُحاضراتهم ومُشاركاتهم الإعلامية والعلمية في مجال عملهم القانوني ..
وبهذا أصبح الواقع المعاصر لا يرحم الضعفاء علميّاً وثقافيّاً بفعل أدوات الرقابة والمحاسبة التي تنقل كُلّ شيء، وتتفاعل مع كُلّ حدث؛ فتمدح أو تذم، وتشتدُّ في تهكمها وسخريتها على أوضاع “الضعف العلمي”، و”التبسيط الساذج”، و”هشاشة الفكر والثقافة” .. لذا كانت “الثقافة للمحامي” ضرورة من الضرورات المهمة التي يُحتِّمها الواقع الذي نعيش فيه ..

(2)
ثقافة المُحامي ثقافة موسوعية شاملة:
ولمَّا كانت “الثقافة” هي الزاد والملجأ والملاذ للمحامي، وهي السلاح القوي الذي يُعينه على سُلوك الطريق قوِّيّاً شامخاً، وهي الحِلية والزينة التي يتزَّيَّن بها المحامي عند المرافعة في قاعات المحاكم وفي قاعات الدَّرس والنَّدوات وفي وسائل الإعلام وغيرها، وأنَّ الثقافة للمحامي أصبحت في حقِّه فريضة يُحتِّمها الشرع والقانون، وضرورة يُحتّمها الواقع والعقل، وأنَّ ثقافة المحامي وكُل من يشتغل بالقانون ينبغي أن تكون ثقافة موسوعية شاملة، وأنَّه للوصول إلى هذه الثقافة الموسوعية الشاملة، فلا بُدَّ من طريق يُوصل إلى ذلك .. فما هي أهم معالم ومنارات هذا الطريق؟ ..
و للإجابة على هذا السؤال؛ فإن الوصول إلى الثقافة الموسوعية الشاملة للمحامي يمر من خلال مسارين:
1 – المسار الأول: القراءة الموسوعيَّة المثمرة.
2 – المسار الثاني: ماذا نقرأ، حتى نُحقق الثقافة الموسوعية المنشودة؟
وبيان ذلك على النحو التالي:
المسار الأول: القراءة الموسوعيَّة المُثمرة:
أمة “اقرأ” .. هل تقرأ؟ ..
فإنَّ أول كلمة نزلت على سيِّدنا مُحمَّد صلى الله عليه وسلم كانت “اقرأ” .. فنحن أمة “اقرأ”، ويُمكن للقارئ المُتدبِّر أن يُلاحظ أنَّ “سورة اقرأ” ، أو سورة “العلق” وهذا اسمها، ورد فيها مع الأمر بالقراءة “اقرأ”، الحثُّ على الكتابة –أيضاً-، من خلال لفظ “القلم”؛ في قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) [سورة العلق] .. قال الإمام القُرطبي رحمه الله: “هذه السورة أول ما نزل من القرآن في قول معظم المفسرين. نزل بها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم على –غار- حِراء، فعلمه خمس آيات من هذه السورة ..
و معنى، قوله تعالى: (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) يعني الخط والكتابة: أي علَّم الإنسان الخط بالقلم. وروى سعيد عن قتادة، قال: “القلم نعمة من الله تعالى عظيمة، لولا ذلك لم يَقُم دين، ولم يَصْلُح عيش” .. فدلَّ على كمال كرمه سبحانه، بأنَّه علم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظُلمة الجهل إلى نور العلم، ونَبَّه على فضل علم الكتابة، لما فيه من المنافع العظيمة، التي لا يُحيط بها إلا هُو. وما دُونت العلوم، ولا قُيِّدت الحِكَم، ولا ضُبطت أخبار الأولين ومقالاتهم، ولا كُتُبُ الله المُنَزَّلة إلا بالكتابة؛ ولولاها ما استقامت أمور الدين والدنيا”. [الجامع لأحكام القُرآن: (ج20/ص119)] ..

فهذه الآيات الخمس كانت أوَّل ما نزل من القُرآن الكريم في اليوم الأول لبعثة النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء، وورد فيها الأمر بالقراءة، وجاء فيها ذكر “القلم” و “الكتابة”؛ وهذا إن دلَّ على شيء؛ فإنَّما يدُل على أهميَّة “القراءة” و “الكتابة”، وإلاَّ كان ورود لفظ القلم هُنا “عبث” لا معنى له، وحاشا لله الكريم سُبحانه وتعالى أن يفعل ذلك ..
بل إنَّ الله جلَّ وعلا قد أَقْسَم “بالقلم” في ثاني سُور القُرآن نزولاً، والتي سمَّاها بسورة “القلم”؛ ونبَّه سُبحانه وتعالى على ما أنعم به عليهم من نعمة الكتابة، التي ينال بها العلم والمعرفة، ولولاه ما انتقلت معارف الأمم والأجيال بعضها إلى بعض؛ فقال سبحانه وتعالى: (ن ۚوَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ). [سورة القلم: (1)] ..
قال الإمام القُرطبي رحمه الله: ” أقسم –الله- بالقلم لما فيه من البيان كاللسان؛ وهو واقع على كل قلم مما يَكتب به من في السماء ومن في الأرض؛ ومنه قول أبي الفتح البستي:
إذا أقسم الأبطال يوماً بسيفهم *** وَعَدوه مِمَّا يَكسِب المجد والكرم
كفى قلم الكُتَّاب عِزّاً ورفعة *** مدى الدهر أنَّ الله أقْسَمَ بالقلم
ومعنى قوله تعالى: (وَمَا يَسْطُرُونَ)، قال ابن عباس، يعني: “وما يكتبون” ..

“واللَّه تعالى ذكر التَّعْلِيم بالقلم الَّذِي هو من أعظم نعمه على عباده؛ إذْ بِهِ تخلد العُلُوم، وتثبت الحُقُوق، وتُعْلم الوَصايا، وتُحفظ الشَّهادات، ويُضبط حِساب المُعامَلات الواقِعَة بَين النّاس وبِه تُقيد أخبار الماضين للباقين اللاحقين، ولَوْلا الكِتابَة لانقطعت أخبار بعض الأزمنة عَن بعض، ودُرَست السّنَن، وتخبطت الأحكام، ولم يعرف الخلف مَذاهِب السّلف، وكانَ مُعظم الخلَل الدّاخِل على النّاس في دينهم ودنياهم إنما يعتريهم من النسْيان الَّذِي يمحو صور العلم من قُلُوبهم، فَجعل لَهُم الكتاب وعاء حافِظًا للْعلم من الضّياع كالأوعية الَّتِي تحفظ الأمتعة من الذّهاب والبطلان. فنعمة الله عَز وجل بتعليم القَلَم بعد القُرْآن من أجل النعم …” .. [مفتاح دار السعادة، للإمام ابن القيِّم: (ج2/ص239)] ..
وهذا إن دلَّ على شيء، فإنَّما يدُلُّ على عظمة الإسلام وحرصه منذ الوهلة الأُولى على العلم والتَّعلُّم والقراءة والكتابة ..

(3)
القراءة المثمرة وتاريخ حافل من الحضارة:
لقد كان كان لأمةِ الإسلام تاريخٌ حافل بالإنجازات الكبرى في شتى المجالات، والمُتابع لتاريخ النمو الحضاري في الإسلام يَلحَظ أنَّه كان في كافة أحواله مُقترنًا بالقراءة وحب العلم والاطلاع والثقافة والشغف بالمعرفة؛ مما لا يدع مجالاً لأي شك في أنَّ الوَلعَ بالقراءة والصُحبة مع “الكتاب” هو أحدُ الحلول المهمة للأزمة الحضارية التي تُعانيها الأمة اليوم ..
وقد قرأت منذ ما يزيد على خمسة عشر عاماً رسالة أو كُتيب صغير بحجم كف اليد؛ للمفكر الأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار، بعنوان: (القراءة المثمرة .. آليات ومفاهيم)، وتقع هذه الرسالة في حوالي (130 صفحة) من القِطْع الصغير؛ يُمكن أن تُقرأ في مجلس واحد، وقد ضمنها العديد من الفوائد المهمة حول “القراءة المثمرة” وثمراتها الطيبة التي نحن في أشد الحاجة إليها، وحرصاً مني على نفع زملائي المحامين الكرام وغيرهم ممن يقرأ هذا المقال، سأقوم بعرض أهم هذه الفوائد بإيجاز:

التعلم مدى الحياة:
فقد فطر الله سبحانه وتعالى البشر على التساؤل وحُب المعرفة والاستطلاع واستكشاف المجهول، وأتاح لهم أن يندفعوا دائماً نحوَ معرفة المزيد، دون أن يجدوا أي حدود للتشبُّع أو الارتواء ..
وهناك الكثير من الدواعي التي تفرض على الواحد منا أن يتعلم، ويقرأ، ويكتسب الخبرات مدي الحياة؛ منها:
1 – أنَّ الذي يدعو الإنسان إلى مزيد من التعلم هو العلمُ نفسه، فكلما زادت المعرفة لديه، اتسعت منطقة الجهل بأشياء أخرى لا يعرفها ..
فالمثقفُ الذي يرغب في الحفاظ على قيمة ثقافته وكرامتها، مُطالَب بأن يعيد تكوينَ ثقافته على نحو مستمر ومتجدد، فجهلُنا ينبسط مع تقدم المعرفة، وهذا يُمثل تحدِّيًا مُتزايدًا لكل قارئ ..
2 – كان لدى الناس قديمًا إحساسٌ قوي بارتباط كَسْب الرزق بمدى ما يُحصلونه من علم، لكن الوضع تغير اليوم، إذ تضاءلت المهنُ والوظائف التي يُمكن للأميين ومحدودي الثقافة الاضْطلاعُ بها ..
3 – إن شُيوع الجهل وتفشي الأُمِّية الثقافية والحضارية، قد يجلب على الأمة مُشكلات كثيرة لا حصر لها ..
4 – إنَّ العقل البشري، يميل دائمًا إلى تكوين عادات، ورسم أُطر لعمله، وهي مع مرور الوقت تُشكل نوعًا من البرمجة له. وكلما كانت ثقافة الإنسان ضَحْلة، ضاقت مساحة تصوراته، وأصبح شديد النمطية في نماذجه، وتفكيره، وإدارة أمور حياته، ورؤاه ..
5 – التدفق الهائل للمعلومات، وتراكم مُنتجات البحث العلمي في اتساع مُستمر، والنتيجة المباشرة لذلك: هي تقادم ما بحوزتنا من معارف ومعلومات، والعلاج لذلك: دوام الاطلاع والمتابعة، حتى لا يتدهور ما لدينا من معرفة ..

القراءة ومصادر المعلومات الأخرى:
عصرنا عصر انفجار المعرفة؛ فالأعداد الهائلة من العلماء الذين يشتغلون بالبحث العلمي، والوسائل المتطورة في حفظ المعلومات ونقلها وبثها؛ جعلت الناس مغمورين بالأخبار والمعلومات التي ترد إليهم ..
هذه الوضعية حملت الناس على طرح سؤال حول وظيفة القراءة والكتاب؛ والحقيقة أن لتلك الشكوى ما يُسوِّغها؛ ويكفي أن نعلم أنَّ متوسط ما يُطبع من الكتاب الواحد في البلاد العربية، لا يتجاوز ثلاثة آلاف نُسخة، وهُو رقم ضئيل جدّاً بالمقارنة إلى عدد الناطقين باللغة العربية في البلاد العربية والعالم ..
ورغم الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام في الاستنارة العامة، ورفع درجة الوعي لدى الناس .. إلاَّ أن الكتاب ما زال هو الوسيلة الأساسية للتثقيف الجيد، حيث نستطيع أن نُمارس حُريتنا كاملة في اختيار ما نحتاج إليه، ومع هذا فلست أميل إلى التقليل من شأن مصادر المعلومات الأخرى، فالمهم دائمًا أن تكون أهدافنا في التثقيف والارتقاء المعرفي واضحة ..

من أجل القراءة:
إذا كانت القراءة أهم وسيلة لاكتساب المعرفة، وإذا كان اكتساب المعرفة أحد أهم شروط التقدم الحضاري، فإنَّ علينا ألا نبخل بأي جهد يتطلبه توطينُ القراءة في حياتنا الشخصية، وفي حياة الأمة عامة ..
وإليك أهمَّ ما أظن أن علينا أن نقوم به من أجل إشاعة ثقافة (اقرأ)، وذلك على النحو التالي:
1 – توفر الدافع إلى القراءة والثقافة والاطلاع:
وتوفر الدافع إلى القراءة والاطلاع ينبع من شدة الحاجة إلى المعرفة في عصر التدفق المعلوماتي الرّهيب؛ فالخطوة الأولى تكمن في إيجاد الدافع نحو القراءة، وسوف ننجح إذا أَولَيْناه ما يستحقه من الجدية والاهتمام ..

2 – تكوين عادة القراءة:
البدايات دائمًا شاقة، وأشق مراحل الطريق هي المرحلة الأولى، وكثير منا يجد صعوبة بالغة عند البدء في أي عمل، وذلك لأنَّ نتائج جهده في البداية تكون ضعيفة ..
إن قابليتنا للتعلم، تتحول بفضل ممارسة القراءة إلى براعة، كما أن التكرار والتمرين يجعل عادة القراءة نوعاً من الاكتشاف وتنمية العقل، وفيه الكثير من المتعة واللذة ..

3 – توفير الكتاب:
ولا يخفى أنَّ غلاء أسعار الكتب قد يقف حائلاً أمام القارئ الذي يتطلع إلى ثقافة موسوعية شاملة، ويمكن أن تقوم النَّقابات المهنية النقابة، وعلى رأسها نقابة المحامين في توفير المكتبات الكبيرة في مقرات النقابات الفرعية، وفي نوادي المحامين، وفي قاعاتهم بالمحاكم ..
كما يُمكن لنقابة المحامين أن تتعاقد مع العديد من دور النشر لبيع الكتب ليس القانونية فقط لعموم المحامين بأسعار مُدعَّمة بنسب كبيرة، ويُمكن كذلك أن تقوم بعقد شراكات مع وزارة الثقافة، ومشيخة الأزهر الشريف، ومجمع البحوث الإسلامية، ووزارة الأوقاف؛ لبيع إصداراتها للسادة المحامين بأسعار مخفضة، وهي جهات حكومية تقوم بطباعة العديد من الكتب والموسوعات العلمية والثقافية في كافة المجالات التي يحتاجها المحامي لتنمية ثقافته وتطوير ملكاته العلمية والمهنية؛ وهكذا يُمكن أن نحل أزمة توفير الكتاب بكل سهولة ويسر ..
كما أن تخصيص 2% من مصروف الأسرة، كافٍ لتأمين عدد من الكتب متوسطة الحجم شهريًّا ..

4 – توفير الوقت للقراءة:
إن أكثر من 80% ممن لا يقرؤون كتابًا في الشهر، يعتذرون بأنه ليس لديهم وقت للقراءة… أعذار كثيرة يُبديها كثير من الناس، والإحساس بالزمن مُنْتَج حضاري، فالوقت هو المادة التي صُنعت منها الحياة، وسيكون لكل الذين يُبَذِّرُون في إنفاقه أن يُوجدوا الكثير والكثير من البراهين على حُسن تعاملهم معه ..
إنَّ المشكلة الأساسية للذين لا يقرؤون أنهم لا يملكون أية أهداف أو أولويات، وسيكون مُفيدًا أن نُحاول تغيير سُلوكنا في التعامل مع الوقت، وهذا يحتاج إلى وقت، وعلينا أن نُثابر ولا نيأس ..

5 – تهيئة جو القراءة:
إنَّ هناك ارتباطًا وثيقًا بين إمكانية الفهم والاستيعاب وبين الأجواء والأوضاع التي تجري فيها القراءة، وهناك شروط عدة ينبغي توفيرها من أجل تهيئة الجو المناسب للقراءة؛ منها:
* – يجب أن يكون مكان القراءة مُنظمًا وجميلًا، يبعث على الارتياح والانشراح، ومن الملائم أن يستغرق القارئ الدقائق الأخيرة من القراءة والدراسة في ترتيب المكان والاستعداد للجلسة التالية ..
* – ينبغي أن يكون مكان القراءة صحيّاً حسنة التهوية، جيد الإضاءة، وينبغي أن تكون درجة الحرارة فيها بين 15 و21م، حتى يحتفظ القارئ بنشاطه ..
* – بعض الناس لا يهتم بهدوء المكان وانعزاله عن الناس، مما يُفقدهم صفاء الذهن والقدرة على التركيز، لذا فإن مكان القراءة ينبغي أن يكون بعيدًا عن الضوضاء داخل المنزل وخارجه ..
* – إن العبرة ليست بكثرة الكتب التي تُقرأ، وإنما بالإنتاجية والثمرة التي نقطفها، وهذا يوجب علينا أن نحرص على الاحتفاظ بدرجة من الحيوية والارتياح في أثناء القراءة، فالقراءة المثمرة تستحق منا التخطيط والتفكير والمثابرة والعناء ..
* – للموضوع – صلة وتكملة – في مقال آخر ..

زر الذهاب إلى الأعلى