التطبيع مع اليهود

 

بقلم: أ. مجدي محمد عباس

إن المجتمع اليهودي مجتمع منغلق على نفسه، لا يعرف سوى التملك والاستواء والاستيلاء على غيره، حتى بين طوائفه، فكل طائفة تدعي لنفسها المكانة والرفعة التي لا تكون لأحد، وهم على ذلك منذ الخليقة وقد أكد القران الكريم هذه الحقيقة حيث قال (وقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ).

فهم قديما ادعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه، حيث أنهم أبناء الأنبياء وملوك الأرض، فرد الله تعالى هذه الفرية عليهم حيث قال: (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ).

وتأمل كلمة الله تعالى بل أنتم بشر ممن خلق، نكرة تفيد العموم كأنه قال لهم أنتم بشر عاديون مثلكم مثل باقي البشر لا تتغايرون عنهم بشيء.

ولكنهم ظلوا في تعنتهم وعنادهم وتكبرهم، والواقع يشهد بذلك!

فهل رأيت تهويد من قبل؟

أي هل رأيت دعوة إليه؟

مثل دعوات النصارى أو دعوات المسلمين؟!

وقد كسر الله تعالى انوفهم بأن اخرج آخر الأنبياء- صلى الله عليه وسلم- من غيرهم وهم العرب، كأنه تأكيد على أنهم بشر ممن خلق.

وفي الآونة الأخيرة تعالت الخلافات بين طوائف اليهود، فريق يريد التهويد وآخر لا يريده حتى قالت مجلة مدار ووقعت خلافات وصراعات حادة للغاية بين التيارات المختلفة في اليهودية، ونجحت التيارات الإصلاحية والتقدمية من الحصول على قرار من المحكمة العليا في إسرائيل في العام 2002 يلزم الاعتراف بالتهويد.

وبناء على التشديد الذي تفرضه الشريعة اليهودية والتقاليد المتراكمة عبر العصور فإن الإقبال على الانتساب إلى اليهودية ليس واسعا على وجه الإطلاق، ولهذا يلاحظ أنه يوجد تراجع في عدد اليهود في العالم سنة بعد أخرى.

وحتى المتهودين الجدد يكونوا في منزلة أقل من اليهود الأصليين وكأنهم امتنوا عليهم واكرموهم بهذا التهويد.

وانظر الى الجامعات عندهم والمدارس لا تجد فيها غيرهم.

ويأتي التنطع بالتطبيع معهم، إنه ليس تطبيع متوازي بين أطرافه بل هو وسيلة وطريق للاحتلال الفكري والثقافي والحربي، وسيلة احتلال أرض العرب وتحقيق دولتهم الخبيثة واسمع لهذا الكلام، كلام كبار الشخصيات في إسرائيل حتى نفيق مما نحن فيه وننتبه.

علينا أن نمتلك الوطن اليهودي الجديد، مستخدمين كل ذريعة حديثة وبأسلوب لم يعرفه التاريخ حتى الآن، وبإمكانات نجاح لم يحدث مثلها من قبل (ثيودور هرتزل).

(الدولة اليهودية، ثيودور هرتزل، ترجمة: محمد يوسف عدس، دار الزهراء للنشر، (1414هـ-1994م).

وقالوا أيضا (ليس هناك من شعب فلسطيني، وليس الأمر كما لو أننا جئنا لنطردهم من ديارهم، والاستيلاء على بلادهم؛ إنهم لا وجود لهم)) غولدا مائير رئيسة سابقة لوزراء للكيان اليهودي تصريح لـ «الصن داي تايمز» (15/6/1969م)

وقالوا أيضا:

“إن الحقيقة هي: لا صهيونية دون استيطان، ولا دولة يهودية دون إخلاء العرب ومصادرة أراضيهم وتسييجها ((يشعياهو بن فورت العضو السابق للكنيست اليهودي))”

منقولة عن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بتاريخ 14 / 7 / 1972م بواسطة: الاستيطان التطبيق العملي للصهيونية، عبد الرحمن أبو عرفة، ص:41.

تأمل كلمة ((مستخدمين كل ذريعة حديثة وبأسلوب لم يعرفه التاريخ حتى الآن، وبإمكانات نجاح لم يحدث مثلها من قبل)).

فسوف يظهر لنا أشياء حديثة تؤثر بالسلب على كل مقومات العرب وأولها الصحة والتعليم والإنتاج.

والبرامج الجديدة من التيك توك والفيس بوك وما شابه ذلك فكل هذه أسلحة ذو حدين.

نرفض التطبيع بكل أشكاله اليهود خبثاء ومحتلون، ولا أمان لهم.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى