الإرهابيون الأوائل

بقلم: د. محمد عادل زكي

إن مَن يعلنون أنفسهم مدافعين عن “حقوق الإنسان” على الصعيد العالمي، والَّذين يجتمعون دائمًا لمكافحة الإرهاب، هم الَّذين شربوا نخب الإرهاب في كؤوس من جماجم البشر، وانتشوا حتى أطاحوا كل ما هو مقدس! هم في الحقيقة رؤساء الدول الأكثر إرهابًا في تاريخ العالم وحاضره؛ وهم أبشع المعتدين على حقوق الإنسان. وليس تاريخهم القديم وحده هو الدليل على ذلك (إبادة الهنود، واستعباد الزنوج، وشن الحروب واستعمار الدول والقارات) وإنما جرائمهم تتواصل، مثل البشاعة الأمريكية في فيتنام حينما استُخدم النابلم على نطاق واسع. وليس عنا ببعيد قذف الشعب الأفغاني الأعزل البائس بأطنان من القنابل! هم كذلك المسئولون عن قتل ما يزيد عن 250 ألف طفل لا تزيد أعمارهم عن خمس سنوات في المستشفيات وخارجها، بإصرارهم على فرض الحصار على العراق، والآن إشعال نار الفتنة وتركه، إن حدث، خربًا. ولن ينسى التاريخ خبراء التعذيب والإبادة في رواندا؛ مما أسفر عن 400 ألف قتيلًا. كذلك توريد السلاح للحكومات الدكتاتورية وتمويلها، لا لشيء سوى “حفظ السلام، وتحقيق الأمن والأمان!”، وهي الأهداف النبيلة الَّتي تتحقق على رفات الشعوب.. ملايين القتلى وملايين الجرحى! وهم الَّذين ساندوا سفاح جواتيمالا (جراماجو) وطاغية كوريا الجنوبية (تشون) والعميل الزائيري (موبوتو سيسي سيكو) وهم الَّذين وضعوا (شامورو) على سدة الرئاسة في نيكاراجوا، وأطاحوا (محمد مصدق) في إيران، و(سوكارنو) في إندونيسيا، و(باريستد) في هاييتي! وهم أيضًا الَّذين أداروا مذبحة ريوسومبول على الحدود السلفادورية الهندوراسية! وهم ذاتهم الَّذين توجهوا إلى أفغانستان وأشعلوا نار الحرب كي يتمكنوا من ضبط أسواق الأفيون والتحكم في إنتاجه! وهم أنفسهم الَّذين يخربون في سوريا، ويتصارعون في البلقان، ويستنزفون عروش الخليج، وينشرون الفتنة في فنزويلا، وفي العراق! وهم الَّذين يسرقون مناجم الذهب في أفريقيا، ويبددون موارد الشعوب في أمريكا اللاتينية. هم الَّذين يصنعون الإرهاب ويدعمون الإرهابيين. أنهم أمراء الإرهاب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى