الإدمان
بقلم: أ. أحمد علي
إن الإدمان هو ظاهرة خطيرة تسبب الكثير من الأضرار سواء علي المتعاطي أو على أفراد عائلته المحيطة به، بل تتعدى أضراره إلى المجتمع أيضا، فالله عز وجل كرم الإنسان وميزه عن سائر المخلوقات بنعمة العقل ليحيا الإنسان حياة كريمة ويكون ذا قيمة في الوجود، فالإدمان آفة تسيطر على القوى البشرية وتعطلها عن الإنتاج والإبداع فالعقاقير المخدرة تغير حالة الإنسان المزاجية والتي يتناولها الانسان معتمدا عليها في حياته بسبب خاصتها المخدرة وليس بسبب ضرورات المرض الذي يستوجب تكرار استعمالها وظاهرة الإدمان تنشأ من تأثير تلك العقاقير على الموصلات العصبية في الجهاز العصبي المركزي مما يسبب أضرارا بجسد الإنسان.
وقد قامت منظمة الصحة العالمية بوضع تعريف للإدمان على أنه حالة من التسمم الدوري أو المزمن، ضار للفرد والمجتمع وينشأ بسبب الاستعمال المتكرر للعقار الطبيعي والصناعي، ويتصف الإدمان بقدرته على إحداث رغبة أو حاجة ملحة لا يمكن قهرها أو مقاومتها للاستمرار في تناول العقار والسعي الجاد في الحصول عليه بكل الوسائل الممكنة، كما يتصف بالميل نحو مضاعفة مقدار الجرعة وهو ما يسمى بظاهرة التحمل.
وظاهرة التحمل هي احتياج المدمن لجرعات متزايدة لكي يشعر بنفس الأثر النفسي والعضوي الذي شعر به عند بداية التعاطي وكلما زادت مدة إدمانه تزداد معها حاجته إلى التعاطي بكميات كثيرة.
ومن هنا فإن الإدمان يخلق نوعين من الاعتماد:
النوع الأول وهو الاعتماد النفسي: وهو عبارة عن تعود الشخص على الاستمرار في تعاطي عقار ما لما يسببه من شعور بالارتياح والنشوة ولتجنب الشعور بالقلق والتوتر بالإضافة إلى شعوره الدائم بالاشتياق لتناوله.
النوع الثاني وهو الاعتماد الجسدي: وهو ظاهرة انحرفت فيها الأعمال الوظيفية الطبيعية لجسم المدمن بسبب استمراره في أخذ العقار المخدر بحيث أصبح تناول هذا العقار بشكل دائم ومستمر ضرورة ملحة لاستمرار حياة الانسان المدمن وتوازنه بشكل طبيعي ويصبح هذا العقار ضروريا له بحيث يحدث إذا تم منعه عن تناوله مصاعب كبيرة جدا وأعراض خطيرة تسمي بأعراض الانسحاب.
وظاهرة الانسحاب أو الامتناع هي تلك الأعراض التي يصاب بها المدمن إذا توقف طوعا أو قهرا عن أخذ المخدر وتكون هذه الأعراض في صورة اضطرابات جسمية ونفسية وعقلية.