أسرار قوة عقلك الباطن
أسرار قوة عقلك الباطن
بقلم: الدكتور محمد عبد الحميد جفلان
أسرار قوة عقلك الباطن، جملة قصيرة أتوقع أنها مرت على مسامع الكثير، هناك من توقف عندها قليلا، وهناك من لم يتوقف.
العقل الباطن، أو العقل الداخلي، أو العقل الخفي، هو ذلك الذي يقوم بالتفكير والتدبير وإدارة أجهزة الجسم ببث الإشارات إلى أعضاء الجسم في صمت.
يقابله العقل الظاهر، أو العقل الواعي، أو العقل الخارجي، وهو الذي نتعامل به، الجانب الذي يظهر للآخرين من تصرفات ومناقشات.
يوصف العقل الباطن بأنه: الأرض الخصبة، وتكمن قوته الخارقة في إدارة وتوجيه الدفة النفسية لدى الإنسان، أما الأفكار الدفينة داخل الإنسان فهي البذور بأنواعها، ورود، حنضل، أيا كان نوعها.
إذن ماذا لو أننا نثرنا البذور في أرض خصبة؟
بدون تفكير فإن هذه البذور ستنمو في أسرع وقت، والحديث هنا عن العقل الباطن ومدى قوته الخارقة التي تجعل من الإنسان إما شخص نشيط، متحمس، ناجح. وإما شخص كسول، محبط، فاشل.
إذن فعندما تبدأ في التفكير فإنك تبدأ فعليا في نثر البذور إلى عقلك الباطن.
فإذا استمر الإنسان في التفكير بأنه ضعيف الذكاء، أو أنه ضعيف الشخصية، أو أنه ضعيف البدن لا يقوى على السير أو الصعود للطابق العلوي دون المصعد وأخذ يردد ذلك بداخله فإنه بذلك يكون قد انتوا نثر البذور -الأفكار السلبية- إلى الأرض الخصبة -العقل الباطن-.
ونظرا لخصوبة التربة (العقل الباطن) فإنها ستنمو وتطرح بسرعة، ومن ثم يجد الإنسان منادي بداخله صوت يصرح بداخله: أنت لا تستطيع، أنت غبي، أنت ليس لديك شخصية، أنت مريض، وهي بداية طريق الاستسلام واليأس، وهنا يظل الإنسان في مكانه فلا يستطيع الحركة.
فالعقل الباطن يترجم كل أفكارك السلبية ويحتفظ بها ثم يردها عليك مرة أخرى في صورة أوامر لا تستطيع مقاومتها، فعندما تغذي عقلك بأفكار سلبيه فإنك تزرع اليأس والإحباط بنفسك لنفسك، بل والأخطر من ذلك أن العقل يبدأ في بث إشارات إلى العضو المعني بالبدء في التوقف والامتناع عن أداء وظائفه، وهذا هو الجانب السلبي من قوة عقلك الباطن.
وعكس ذلك فإن الإنسان عندما يتبنى دائما أفكار إيجابية وأنه سيظل يعمل وأنه إنسان غير غبي وأن لديه القدرة على الصعود للدور العلوي بدون مصعد فإن العقل الباطن يبدأ في ترجمة ذلك ومن ثم ينعكس ذلك على الإنسان بصورة إيجابيه، تحفيز وتشجيع الإنسان لنفسه.
وهذه هي قوة عقلك الباطن في عجالة، فعليك أن تستفيد منها بشكل جيد، كل من وصلوا إلى القمة كانوا هم من يحمسون أنفسهم بأنفسهم.