أحمد لطفي.. أستاذ الجيل والنقيب الرابع للمحامين
عبدالعال فتحي
ولد أحمد لطفي السيد في 15 يناير 1872 بقرية برقين، مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية وتخرج من مدرسة الحقوق سنة 1889م.
وتعرف أثناء دراسته على الإمام محمد عبده وتأثر بأفكاره، كما تأثر بملازمة جمال الدين الأفغاني مدة في اسطنبول، وبقراءة كتب أرسطو، ونقل بعضها إلى العربية.
وعمل وزيرا للمعارف ثم وزيرا للخارجية، ثم نائبا لرئيس الوزراء في وزارة إسماعيل صدقي، ونائبا في مجلس الشيوخ المصري، ورئيسا لمجمع اللغة العربية، وذلك حسب كتاب “أعلام مجمع اللغة العربية” لمحمد الحسيني، وأطلق عليه لقب أستاذ الجيل وأبو الليبرالية المصرية.
وفي أثناء عمله كرئيس للمجمع عرض عليه الضباط الأحرار في ثورة 23 يوليو 1952 أن يصبح رئيسا لمصر لكنه رفض، وعمل رئيسا لدار الكتب المصرية، ومديرا للجامعة المصرية، كما أسس عددا من المجامع اللغوية والجمعيات العلمية.
وكان أحمد لطفي السيد وراء حملة التبرعات الخاصة بإنشاء أول جامعة أهلية في مصر العام 1908 “الجامعة المصرية”، والتي تحولت في 1928 إلى جامعة حكومية تحت اسم جامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة فيما بعد.
تبنى أحمد لطفي السيد المفهوم الليبرالي للحرية في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، مناديا بتمتع الفرد بقدر كبير من الحرية وبغياب رقابة الدولة على المجتمع، ومشددا على ضرورة أن يكون الحكم قائما على أساس التعاقد الحر بين الناس والحكام.
وهو صاحب القولة الشهيرة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ونادى بتحديد مفهوم للشخصية المصرية، رافضا ربط مصر بالعالم العربي، أو تركيا أو العالم الإسلامي سياسيا، ويربط بين الجنسية والمنفعة، وكان أهم ما طرحه في هذا الشأن الدعوة إلى القومية المصرية كأساس لانتماء المصريين.
وطالب باستقلال الجامعة، وقدم استقالته حين تم إقصاء طه حسين عن الجامعة سنة 1932، وقدم استقالته مرة أخرى حين اقتحمت الشرطة حرم الجامعة عام 1937.
وأسس أحمد لطفي السيد حزب الأمة المصري صاحب شعار مصر للمصرين في ديسمبر 1907 حيث كان هدف الحزب الرئيسى هو “المطالبة بالاستقلال التام، ويعتبر من رواد الليبرالية المصرية، وهو من مؤسسي مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
توفي أحمد لطفي السيد في 5 مارس العام 1963 بالقاهرة،ولديه ابنة واحدة هي عفاف لطفي السيد وهي أستاذة العلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، بيركلي بالولايات المتحدة الأمريكية.