ومضة قانون ( 45 ) “المُلتَقَى المُرتَقَى”
بقلم: الأستاذ/ أحمد خميس غلوش
المصري القديم فطِنَ للحقّ مُبكّرََا، وأمسك مشاعل التّنوير بكفّيه بعد أن زرع بمعاولَ الحُريّة صحاري العبوديّة وحرثت أفكارُه أراضي الجهل.. فأثمرت زراعاته، وأنار للبشَريّة طريق الحضارة.
بيد أنّ الإنسان بطبيعته لا يقوي على العيش معزولَا عن أقرانه من الجنس البشريّ، فهو يرث كلّ سلوكيّات وصفات مَن حوله.. يتأثّر لها وبها تارةَ، ويؤثّر فيها مَرّةَ أخرى؛ فما بالنا بالمحامي؟.
هذه العبارات وغيرها قلناها في كتابات سابقة، واليوم نعايش أجواء الملتقى التّدريبي العام للمحامين خير مترجم لالتفاف السّادة المحامين والتحامهم ثقافيّا وفكريَّا ببعصهم البعض من مختلف الجمهوريّة، والّذي يعمل بجهدٍ دائمٍ على الارتقاء الحقيقيّ بمهنة المحاماة,
وكما يقول أستاذنا المفكّر الأديب/ رجائي عطية
نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب
” المحامي يجب أن يكون ملمًا بالقانون وكافة فروعه ومجموعة عريضة من العلوم والمعارف يدخل فيها الأديان، المنطق، الفلسفة، الفلك، وفي مقدمتها اللغة التي يتناول بها دفاعه الشفوي والمكتوب، فالدفاع لا يطرح على المحكمة إلا محملًا بحجج قوامها هذه العلوم والمعارف المساعدة، ولو انصرف المحامي عن هذه الموسوعية في بناء نفسه وثقافته ومعارفه ما استطاع أن يبدي دفاعا قوامه الحجة والقدرة على الإقناع “.
لذا كانت رؤية وفكرة الالتقاء هذه جدّ موفّقة.
ختامَا.. دامت المُحاماة نابضةَ في عروق وبعروق أبنائها الأوفياء.