ومضة قانون ( ٢٤ ) ” الْإِجْرَاْمُ ، وَالْكَوْكَبُ الْفِيسْبُوكِّي”
بقلم: أحمد خميس غلوش
لاحياة لمن ينعزل عن واقع الحياة ، وحركة التّاريخ .. الحياة في صيرورةٍ دائمةٍ ، يخسر ويتخلّف من لا يمتطى جوادها ويسير بصيرًا متفطّنًا في موكبها الّذي لا يكفّ عن الحركة !
الفقيه والأديب
الأستاذ/ رجائى عطيّة
نقيب المُحامين ورئيس اتّحاد المُحامين العرب
تُطِلُّ الدَّهشة اليوم .. برأسها مُستنكِرةََ أفكارَ البعض وكذلك عاداتهم ، فعالمنا العربي .. الآن لم يسلم من سهام الضّغائن والمكائد ، والأقنعة الزّائفة المُخبّأة خلف سِتار وشاشاتِ ( الفيس بوك ، وغيره من تقنيات المواقع الإلكترونيّة الافتراضيّة الوهميّة _المُسمّاة بالتّواصل الاجتماعي ) .
إنّ الوضع في مُجتمعاتنا ، أصبح شائكََا ومريبََا ، فالفيس بوك هو ذاك الإدمان لو أُحسِن استخدامه وقد يكون مُرعبََا لو تم استعماله بسوء ،فهو الميكنة الذّاتيّة لتشكيل الوجدان لدى المشتغلين به لاسيّما الشّباب وكذا برمجة العُقول ، وبناء الذّائقة عند الأطفال .
فلزامََا على الأُسرة .. المراقبة بالتّوعيّة والنّصح واليقظة ، والإرشاد والتّوجيه ،وهى تواكب تلك الحياة وتمتطى جواد التّحضّر التّكنولوجي فى هذا الكوكب الفيسبوكّي .
إذ تصف لنا بعض أوراق قضايا الإرهاب .. أنّ غالبيّة أسبابه مثلََا ، تعزى إلى ثمّة أشخاصٍ تشبه كَائِناتٍ وهميّة .. تَقْتَاْتُ على دماء ضحاياها الفيسبوكّيّين وما أكثرهم ، وَتُفَتِّشُ بين بياناتهم وتستدرجهم إلى براثن التّطّرّف وتدعوهم للدّخول فى كهوف ظلاميّة الفكر وتسميمهم بالمُعتقدات الدّاعشيّة ، إذا ماغابت الرؤية لدى الأهل وذويهم ، فهذه الكِيانات والحسابات تبحث دومََا عن مفتاح النّبض فى نفوس هؤلاء النّشء ..كى تورق خلاياهم ومخطّطاتهم من جديد .
والمُتَبَصِّر فى عالم الجريمة هذا .. يرى التَّفاقم الرّهيب ، والتّناقض الغريب نتيجة حدوث فجوة الصّراعات ، وعدم وجود أيّ استقرارٍ ، لكن- فقط يوجد الانفصال والتّفكّك الاجتماعى و القِيَمي والأخلاقي والرّقابي والأسري بين كلٍّ من الصّغار والكبار ، حيث ازدياد جرائم القتل وازدراء الأديان والخطف والطّلاق والسبّ والقذف وهتك الأعراض وتعاطى وإتجار المخدّرات والبلطجة، والمتمثّل فى الأفلام والمسلسلات وأغانى المهرجانات ونعايشه فى كوكب الفيسبوك بفيديوهاته ومنشوراته ، والمهيمن وحده هو قانون الفيسبوك ، وبرامج التيكتوك والشّو ….. إلخ .
وكلّ هذا يُتَرجم فى أذهان الكثير مما يساعد على انتشار الجريمة ، فى غفلة و افتقاد تام للرّعاية الكافية المشبعة لاحتياجات وميول هذه الأجيال القادمة .. نظرََا لانشغال أسرهم عنهم .
ونهايةََ _ فى نظر البعض .. بات الفيس بوك هو الأبّ والأمّ والمُعلِّم والقانون والمُلهم والصّديق والقدوة ، و …….
فهل نستيقظ ، ونُعمّر هذا الكوكب ؟!