وبالحق أكتب

ماهرالحريري

غريبة هي طباع البشر، قلوبهم متقلبة، ووجوهم متلونة، وعدلهم بالطبع منقوص، فلا عدالة مطلقة إلا لرب السماء، يعلم الغيب وما تخفي الصدور.
وفي شهر فضيل مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر، تلك هي ليلة القدر. وعلى صفحات التواصل، ساءني بالفعل ما قرأت من دعوات لأناس أظنها غير مستجابة، فما أسوأ اتهامات بغير دليل دون وازع من ضمير، اللهم إلا لأحقاد شخصية، وربما صراعات انتخابية لا تعبر إلا عن نفوس حاقدة تسعى بغيروحق لتشويه صورة الغير، فللبشر الظاهر، والله وحده يتولى السرائر، ولكل امرئ ما نوى، تلك علاقة الإنسان بربه.
وفي رمضان، تتزين الموائد، وتختلف عليها الوجوه بين مؤيد ومعارض. فكل حسب مصلحته يتغير، إلا رمضان يبقى دائما كريما، ويبقى كرمه صفة من صفات المولى سبحانه.. فما من يوم تشرق فيه الشمس إلا وينزل ملكان من السماء، فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخراللهم أعط ممسكا تلفا.
في كرم بلا إسراف، وفي يوم معلوم من كل عام، ومنذ زمن مضى، يدعو عاشور، الشخص والإنسان، لحفل إفطاره الرمضاني، بعيدا عن منصبه كنقيب للمحامين، أو رئيس لاتحاد المحامين العرب.
ومع اقتراب الموعد كالعادة، تسبقه الاتهامات في محاولة من أصحاب العقول الصغيرة، وربما النفوس المريضة، ليلبسوا الحق بالباطل، ويكتموا الحق وهم يعلمون، متخذين من أموال الأرامل واليتامي كعادتهم شماعة لمثل كل هذه الاتهامات، ويحسبون بذلك أنهم يحسنون صنعا، وفي الحقيقة ما هم إلا بأغبياء. فعقول المحامين منهم بكثير أذكى.. ففارق كبير بين إنسان يدعو بشخصه من حر ماله لمناسبة كهذه، ومن يدعو إليها من أموال الآخرين، فللأول أجره، وعلى الآخر وزره، والله بنفوس العباد أعلم، وكفى أيها السادة، فما أظن إلا اتهاماتكم من مبطلات الصيام، فقد مللنا في ذلك حتى الكلام، وما هي إلا كلمة حق لا بد أن تقال، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.

وفي محاماة مرفوعة الرأس، نلتقي على الموقع الإعلامي لنقابة المحامين.. تابعونا.

زر الذهاب إلى الأعلى