النقيب الذي عين الحمار في وظيفة بمرتب شهري ثابت

بقلم : وحيد الكيلاني

هو من مواليد قرية كفر المصيلحة شبين الكوم بالمنوفية عام 1870، إنه عبد العزبز باشا فهمي، النقيب الثاني لنقابة المحامين، وزير الحقانية في وزارة سعد زغلول والذي ينسب له ولعائلته من بعده القضاء علي البطالة في كفر المصيلحة ، وتلك أري انه كان فيها تحزباَ لأبناء قريته علي حساب أبناء الشعب المصري.
اشتغل بالمحاماة، و انتخب عضواً بالجمعية التشريعية سنة 1914 م، ثم نقيباً للمحامين كثاني نقيب منذ إنشاء نقابة المحامين كان أحد الثلاثة الذين ذهبوا لدار الحماية البريطانية عام 1918م يطلبون الاستقلال لمصر مع سعد زغلول و علي شعراوي.
وكان التنسيق لهذا اللقاء عقب توقيع الهدنة للحرب العالمية الأولى فى نهايتها، وفى اللقاء طلب سعد زغلول، وعلى شعراوى، وعبدالعزيز فهمى الاستقلال، ودار بينهم شد وجذب طويل، وفى النهاية قال لهم وينجت: أعتبر محادثتنا غير رسمية لكننى شاكر لكم، وبعد انصرافهم سأل وينجت، رئيس الحكومة، كيف سمح لهؤلاء الثلاثة بأن يتحدثوا باسم الأمة؟، فكانت فكرة جمع التوكيلات من الشعب للثلاثة رجال ومعهم وطنيون آخرون كممثلين للأمة فى طرح قضية الاستقلال، وكان الرجال الآخرون هم: محمد محمود باشا، ومحمد على بك، وعبداللطيف المكباتى بك، ومحمد محمود باشا، وأحمد لطفى السيد، للسعى بالطرق السلمية حيثما وجدوا طريقا للاستقلال.
كان عبد العزيز فهمي هو أول من وضع مشروع الدستور المصري، وكان ذلك سنة 1920 أثناء وجوده في باريس, إذ عهد إليه الوفد بوضع مشروع لدستور مصري فعكف على دراسة دساتير أوروبا ، واجتمع الوفد لقراءة ما أعده فهمي, إلا أن سعد باشا قد اعترض على بعض مواده إلى أن صدر تصريح 28 فبراير وتم إعلان استقلال البلاد.

رأس عبد العزيز فهمي حزب الأحرار الدستوريين. و في عام 1926 تنازل فهمي عن رئاسة الحزب وتفرغ للمحاماة.وفي نفس العام تم ترشيحه كرئيساً لمحكمة الاستئناف, لكنه في عام 1930 حدث أن أحد أعضاء مجلس النواب قد سأل: لماذا مرتب رئيس محكمة الاستئناف يكون بنفس قدر راتب الوزير؟
فاستقال فهمي من رئاسة المحكمة احتجاجاً على ذلك، ثم أنشئت محكمة النقض في نفس العام فاختتم حياته القضائية برئاسة هذه المحكمة.
(قصة الحمار)
جاء ذات يوم إليه رجلآ فقير عجوزا من اهل بلدتة طالبا عملا ليقتاد منه هو وزوجته العجوز بعد اصابتة فى حادث قطار أعجزه عن العمل بشكل طبيعي وقد أصبح غير قادر على العمل ضمن العمالة التي تعتمد على قوتها في الكسب
فقال له انت لا تقدر على العمل واخذ حمار هذا الرجل وعينه فى البريد آن ذاك حيث كان البوسطجى يمطتى الحمار تنقلا بين البلاد وتم ربط أجر الحمار ليكون مصدر لرزق ذلك العجوز نتاج تأجير حماره للبريد .
وحتى الان تشهد له بلدتة كفر المصيلحة بانة الرجل الذى قضى على البطالة، وأنه من توسط للرئيس مبارك لدخول الكلية الجوية بحكم أنه أحد أبناء قريته .
يذكر أن عبد العزيز فهمي هو الذي اختار اسم محكمة النقض، الذي قيل إنه استوحاه من الآية الكريمة “وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا”.
صدق الله العظيم
ويذكر أيضا أنه ابتدع بعض المصطلحات القضائية مثل تعبير “أوجه النفى للدلالة على أسباب الطعن”، كما استحدث نظرية القدر المتيقن في القانون الجنائى.
هذه التفاصيل ذكرها عبدالعزيز فهمى تفصيلا فى مذكراته التى تحمل عنوان «هذه حياتى»،  موقفه الحاسم من أزمة كتاب “الإسلام وأصول الحكم” :-
في سنة 1925م أصدر الشيخ علي عبد الرازق كتابه “لإسلام وأصول الحكم”، داعياً إلى فصل الدين عن السياسة، مما أثار ضجة بسبب آرائه في موقف الإسلام من الخلافة، فرد عليه الأزهر بكتاب “نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم”، وقررت هيئة كبار العلماء ـ إرضاء للملك فؤاد ـ “نزع شهادة العالمية منه وطرده من كل وظيفة لعدم أهليته للقيام بأي وظيفة دينية أو مدنية”.
وقد وقف عبد العزيز فهمي والأحرار الدستوريون في هذه الأزمة موقفاً ضد موقف سعد زغلول الذي أسهم في الهجوم على علي عبد الرازق؛ فعندما أرسل شيخ الأزهر قرار عزل علي عبد الرازق إلى عبد العزيز فهمي باشا ـ وزير العدل ـ طالباً التصديق عليه رفضه وكتب قائلاً:
عبد العزيز فهمي أحضرت هذا الكتاب وقرأته مرة أخرى، فلم أجد فيه أدنى فكرة يؤاخذ عليها مؤلفه.
وقال : عبد العزيز فهمي ثقل على ذمتي أن أنفذ هذا الحكم الذي هو ذاته باطل لصدوره من هيئة غير مختصة بالقضاء، وفي جريمة الخطأ في الرأي من عالم مسلم يشيد بالإسلام، وكل ما في الأمر أن من يتهمونه يتأولون في أقواله ويولدون منها تهماً ما أنزل الله بها من سلطان.
وغضب الملك، واشتعلت أزمة كبيرة كان محورها تمسك عبد العزيز فهمي باشا بموقفه الليبرالي في مواجهة الملك وسعد زغلول معاً، وانتهى الأمر باستقالته هو وثلاثة وزراء آخرين هم محمد علي علوبة وتوفيق دوس وإسماعيل صدقي .
هو من دعم استبدال الحروف العربيه بالحروف اللاتينية وكان حلما له وكتب كتاب في ذلك لأنها ستكون أدق في القراءة من شكل رسم الحروف علي وضعها الحالي وأحبط ذلك المشروع فيما بعد .
توفي النقيب عبد العزيز باشا فهمي عام 1951
َّفكان حسن السيره والمسيره وتاريخ من النضال الوطني لا ينكره منصف للتاريخ .
وللحديث بقية

زر الذهاب إلى الأعلى