من مقر الاتحاد.. رجائي عطية يوجه كلمة إلى نقباء المحامين العرب.. ويكشف عن خطابه لوزير الخارجية وتفاصيل لقاءه بـ «أبو الغيط» (فيديو وصور)
كتب: علي عبدالجواد
وجه رئيس اتحاد المحامين العرب، الأستاذ رجائي عطية، نقيب محامي مصر، اليوم السبت، كلمة من مقر الاتحاد إلى كافة نقباء المحاماة في كافة الأقطار العربية من أعضاء الاتحاد، وكافة المحامين العرب، والمحامين المصريين.
وقال «عطية»: “أتحدث إليكم من القلب بصدق وإخلاص من مقر اتحاد المحامين العرب، راجيًا إلى أن أنوه في البداية إلى أنني رسول خير وسلام، وأن مقصدي لم الشمل والتوحد في ظل الاتحاد، لننهض بالمهام الجسيمة، ونباشر القضايا والمعضلات العربية التي تحتاج إلى علاج ومواجهة، فلعل قيمة اتحاد المحامين العرب إلى أنه يملك في الحركة والقول أكثر مما تملكه جامعة الدول العربية، لأن الدول أحيانا تكون لها رؤى قد تختلف عن أحلام الشعوب، أما المحامي طاقة حرة يطلق كل ما يراه في سبيل الحق والحرية والإنصاف والعدالة ونهضة كافة الأقطار العربية”، مؤكدًا أنه لا نهضة بغير وحدة، ذاكرًا قول الله تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»، داعيًا الجميع إلى الاعتصام بحبل الله، والاتحاد، ونبذ الفرقة.
وتابع: «أحب في البداية أن أذكر لكم جميعًا ولزميلي الذي أحبه وأقدره الأستاذ مكاوي بن عيسى، فيهمني أن أصدر كلامي بالحديث عنه، فقد كان أول من هنأني بفوزي بموقع نقيب محامي مصر»، تاليًا رسالة التهنئة، والتي وصف فيها بن عيسى مهمة رئاسة اتحاد المحامين العرب بأنها مهمة ثقيلة في الميزان، ومسئولية جسيمة بالنظر إلى الوضع العام العربي الذي أصبح في حاجة إلى من يضمد جراحه، حيث قال في خطابه :”ولعل أن موقعكم من منطلق تحملكم عبء أكبر نقابة للمحامين في الوطن العربي، وتحملكم كذلك عبء رئيس اتحاد المحامين العرب يجعل منكم حامل المشعل الذي يضئ الطريق لحل الخلافات السياسية العربية “، معلقًا أنه أولى بنا أن نحل الخلافات داخل الاتحاد، قائلًا إن رسالته هذه تعد المشهد الأول في علاقته الطيبة التي كانت ولاتزال بينه وبين مكاوي بن عيسى أمين عام مساعد اتحاد المحامين العرب ـ المغرب.
وذكر رئيس اتحاد المحامين العرب أنه في مناسبة أخرى نمى إلى علمه بالصدفة أن هناك مؤتمر سيعقد عن بعد، داعي إليه الأستاذ نقيب الدار البيضاء، ومعه الأستاذ مكاوي بن عيسى، وأن هذا المؤتمر مزمع فيه الاستجابة لطلبات ليس خافيًا أن ورائها النقيب السابق لمصر والرئيس السابق للاتحاد، ومزمع فيها اتخاذ إجراءات تنطوي على تصويت فيما لا محل له إلا في اللقاءات المباشرة العينية التي يطرح فيها الترشح، ويتقدم للترشح من يريد، ويتم تشكيل لجنة لتوزيع البطاقات، ثم تستقبلها بعد التصويت، وتقوم بالفرز للتوصل إلى نتيجة، تعلن بها قيادة المؤتمر المنعقد كما تعلن النتيجة، مشيرًا إلى أنه بغير هذا لا يوجد تصويت والا انتخاب وترشح كما حدث.
وأكد نقيب محامي مصر، أن خطابه الأول الذي أرسله إلى الأستاذ النقيب حسن بيرواين، نقيب المحامين بالدار البيضاء، في 28 أكتوبر2020، بشأن دعوة الاخير للأول لعقد اجتماع المكتب الدائم عن بعد، يمثل حجته الأولى على الأستاذ «بن عيسى»، لافتًا إلى أنه قال في خطابه بعد تحية الحق والعروبة: «بالإشارة إلى دعوتكم التي أخطرتموني بها بواتس آب بتاريخ أمس 27/10/2020 على خط الأستاذ مجدي سخي، لعقد اجتماع المكتب الدائم عن بعد، يوم السبت الموافق 31/10/2020، فإننا إذ نؤكد على افتقاد تلك الدعوة إلى المشروعية لصدورها من غير الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، والذي يمتلك وحده دون غيره حق الدعوة لهذا الاجتماع؛ وهو ما تم بالفعل حيث إنه وجه إلينا الدعوة بتاريخ 25/10/2020، لحضور انعقاد اجتماع المكتب الدائم في 19 نوفمبر 2020، الأمر الذي نربأ بكم معه من الوقوع في تلك المخالفة التي تتعارض والنظام الأساسي للاتحاد، وتنطوي تلك الدعوة على بند مدغم غامض مبهم قيل فيه إنه يتعلق بمشروع قرار يتعلق بموقع الأمين العام، دون الإشارة إلى مضمون هذا القرار، ولا المقصود منه، ولكل حادث حديث، وهي دعوة من شأنها أن تزيد الشقاق بين الإخوة والأشقاء العرب أعضاء الاتحاد، كما أنني كنقيب لمحامي مصر ورئيس اتحاد المحامين العرب غير موافق على هذا الإجراء الباطل المخالف للقانون وللنظام الأساسي للاتحاد، ومبادئ المشروعية».
وذكر رجائي عطية أن المادة 12 في النظام الأساسي للاتحاد تنص على «أنه ينعقد المكتب الدائم مرتين على الأقل كل سنة في دورة عادية في مقر الاتحاد او في أحد الأقطار العربية، بدعوة من الأمين العام»، معلقًا على ذلك أنه عندما تصدر الدعوة من غير الأمين العام للاتحاد تكون معدومة لا قيمية لها، ويكون الداعي هادمًا لقانون ونظام الاتحاد، مشددًا على أنه للحفاظ على الوحدة يجب الالتزام بالقانون الأساسي.
وكشف «عطية» عن أنه قد أجرى العديد من الاتصالات الهاتفة عقب هذا الخطاب، بنقيب الدار البيضاء، والأستاذ مكاوي بن عيسى، وقال: “لشرح وتوضيح ما يعز شرحه في الخطابات المكتوبة، ولأن الوقت لم يكن مسعفًا، وأهم ما أخبرتهما به أنني أوضحت لهما أنه ممنوع الاقتراب من مقاعد مصر، وأني أعلم جيدًا أن هناك من يدبر لإلحاق من يرتضيهم في انعقاد ديسمبر، وأن نقيب محامي مصر فقط هو من له الحق في ترشيح مقاعد مصر، والترشح على منصب الأمين العام يجب أن يتاح لكل الأقطار العربية”.
وأكد أنه ليس منحازًا لأحد، ومن حق الأغلبية في الاتحاد أن تتخذ ما تشاء، ولكن طبقًا لإجراءات مشروعة شفافة، ولا يمكن أن تتم في غير لقاء عيني، وانه لم يطلب من نقيب الدار البيضاء أو “بن عيسى” إلغاء المؤتمر، ولكن أخبرهم بحقيقة ما يحدث، مشيرًا إلى أن اتصال آخر ورد إليه منهما أخبراه خلاله أنهما قررا بعد التباحث إلغاء المؤتمر، الذي لم يطلب هو إلغاءه، بل كان الأمر والقرار عن اقتناع بصحة ما قاله لهما في حديثه معهما مسبقًا.
وقال رئيس اتحاد المحامين العرب: «ليس لدي أي عداء بين أحد في الاتحاد ولكنني أتحدث عن الإجراءات والمشروعية، وعندما أتناول فأنا اتناول الإجراءات الخاطئة وليس الأشخاص».
وتناول رجائي عطية ما كان من ترتيب اتفق عليه نقيب الأردن وسامح عاشور، النقيب السابق ورئيس الاتحاد السابق، وآخرين، عرض خلاله سحب الثقة من الأمين العام ناصر الكريوين، وجدد لخمس أعضاء عن مصر في عضوية الاتحاد، مشيرًا إلى أن الشيء الذي لا يختلف عليه أنه عندما يكون هناك طرح لمقاعد عن مصر لابد أن يعلن رئيس الاتحاد، حتى يرشح من تراه نقابة محامي مصر، معلقًا :«كيف يستقيم هذا ويتم في مؤتمر عن بعد في صورة لا يمكن أن يرضى بها أي من يحترم الأصول والتقاليد، فالمشهد الذي رأيناه مشهد عبثي لا يليق، فلا يملك أحد حق المصادرة في الترشح لأي محام، أو مصادرة حق نقابة مصر في طرح ما تراه، وأنا لم أرشح وأنا لم أوافق على ما حدث».
وأشار «عطية»، إلى أنه يقدر الأستاذ مكاوي بن عيسى، ولكن هناك مشروعية وقواعد إجرائية، إذا غض الطرف عن الخطأ في هذه الإجراءات، فهناك تساؤلات هل الأمين العام يفرض أم ينتخب؟، فحق الدول العربية جميعًا أن ترشح أمينًا عام، معلنًا رفضه لما كان منه حينما قرر أن يدخل مصر واتحاد المحامين العرب، موجه إليه سؤال :”هل من الممكن أن يدخل شخصًا لبيت أحد دون الاستئذان قبل الدخول”.
وتابع قائلًا: “لقد صبرت وليس معنى ذلك التقاعس، والرضاء بما لا يقبل أو يجوز، ولكن الرسالة أنني إذا قمت بالرد وهذا واجبي سيترتب على ذلك تصوير صراع سيستغل يقينا في سحب مقر الاتحاد من مصر، وأبيت أن أرد للحفاظ على مصر ومصالحها العليا، وقد أعلنت أكثر من مرة بحصافة أنني وإن كنت صابرًا أو متصبرًا على الوضع لاعتبارات عليا تتصل بمصلحة مصر، إلى أنني لن أصبر إلى الأبد.
وكشف رئيس اتحاد المحامين العرب عن أنه أرسل خطابًا إلى وزير الخارجية في 2 ديسمبر الجاري نوه فيه إلى الاتفاقية المعقودة مع مصر بالنسبة للمقر الموقعة في 3 يونيو 2000، والتي تلزم مصر بأنها تؤمن وتحمي المقر، وأخبره أن المقر تعرض ولايزال يتعرض لاعتداءات غاشمة متوالية أفقدت الشرعية، وهذا وضع يسئ لمصر، داعيًا إياه لاستخدام سلطاته وحماية المقر.
وقال نقيب محامي مصر أن مسئول مسئولية مباشرة أيضًا عن حماية المقر، كونه نقيب دولة المقر، ورئيس الاتحاد، مؤكدًا أنه يستهدف من خطابه بمقر الاتحاد إعادة الوئام والصفاء بين الجميع، ويمد يده دائما للسلام ومصلحة الاتحاد.
وختامًا كشف عن لقاء جمعه مؤخرًا مع السفير أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، امتد أكثر من ساعة ونصف، وكان موجزه أنه طلب من الأخير معلومات حول أولويات القضايا التي يجب أن ينظرها الاتحاد، وثانيًا الرؤية السليمة لتناولها، فما كان من الأخير إلى أنه استدعى سفير مشهود له بالخبرة العريضة، وتناقشوا دميعًا في عدة مسائل عربية ودولية بمصداقية بالغة، ووعده «أبو الغيط» بأن تعد للاتحاد أوراق لدراستها، للمساهمة الفعلية الحقيقية في خدمة القضايا العربية، وهو ما حدث بالعفل.
وأنهى رجائي عطية حديثه قائلًا : “أولاً وأخيرًا أنا ابن العروبة والمحاماة، وانتمائي لهما يجُبٌ أي انتماء آخر، وإنني لم آتي لعتاب، وإنما لأعيد الوئام والأخوة والصفاء بين كافة النقباء العرب وأعضا المكتب الدائم، وأقبل أن اتعاون مع جميع الزملاء. عاشت القدس عاصمة فلسطين حرة من النهر إلى البحر، وعاشت الأمة العربية لشعوبها الحرة.