مصطفى البرادعي.. الذي عارض “السادات” والنقيب الـ 20 للمحامين
كتب: عبدالعال فتحي
ولد مصطفى البرادعي، في قرية بابيار بمحافظة الغربية والتحق بكلية الحقوق، وشغل منصب نقيب للمحامين عدة فترات في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان أولها عام 1958، وآخرها كان عام 1977، وكان عضوا بارزا في مجلس الأمة في عهد جمال عبد الناصر.
أنجب مصطفى البرادعي خمسة أبناء: هم محمد، ثم طارق ثم منى ثم علي ثم ليلى، وجميعهم حاصلون على أعلى الدرجات العلمية، سواء في القانون، الاقتصاد، التعليم، الإدارة، وتمتلك الأسرة عدد من الأفدنة في قرية بابيار الغربية.
تربى على الشهامة والمروءة، حيث كان المجتمع وقتها يتميز بالتعددية، والتسامح الاجتماعي والديني، وكان مقياس العمل قبل الثورة، هو عمل الإنسان وليس ماله، وكان من يطلق عليهم النخبة، ويفتخر المجتمع بهم فعلا مثل نجيب محفوظ، وعبد الحميد الكاتب، والدكتور عبدالرزاق السنهوري في القانون، وعلماء الاجتماع والسياسة، وكانت النخبة لا تقل عن النخبة الأوروبية.
يعد مصطفى البرادعي، صاحب مبدأ “الإنسان مواقف”، وله مواقف لا تزال أجيال المحامين الذين عاصروه، تذكرها وتكررها للأجيال الجديدة من الزملاء.
وهناك قصة رواها الكاتب محمد مصطفى البرادعى “صحفى في جريدة الأهرام”، يقول فيها “قد كنت أتابع أخبار المرحوم كمال الدين حسين ممثلا لصحيفة الأهرام منذ عام 1956، إلي ان ترك مسئوليات الحكم, ودعاني المرحوم حسن عبد المنعم كامل مدير مكتبه للقاء مع السيد كمال الدين حسين, وسألني عن علاقتي بالنقيب الأستاذ مصطفي البرادعي.
وقال إن النقيب مصطفى البرادعى بعث إلى الرئيس جمال عبد الناصر بمذكرة بمطالب لنقابة المحامين، وأعضاء النقابة، وفيها كثير من المبالغة وقد يثير المحامين, مما أغضب الرئيس جمال عبد الناصر, وقال السيد كمال الدين حسين إنني عرضت معالجة هذا الأمر.
تصدى مصطفى البرادعي لبعض قرارات أنور السادات، وكان شجاعا في التصدي له، حيث في نوفمبر 1961 كان هناك مؤتمر للتحضير للميثاق، وكان السادات سكرتيرا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للقوى الشعبية (لجنة المائة)، وكان يرأس الجلسة، وعندما وقف مصطفى البرادعي على المنبر تحدث عن أهمية حرية الصحافة وتعددية الأحزاب.
وكان شديد الجرأة في المطالبة بالإصلاح، فأخبره السادات بأن المدة المخصصة لحديثه انتهت، فقال له “أنا لم أنه حديثي”، وقد انتزعت من المنبر انتزاعا، كذلك تصدى مصطفى البرادعي لأنور السادات في فترة رئاسته، عندما جاء بفكرة القضاء الشعبي.