مرقص حنا خامس نقباء المحامين.. لماذا هاجمته الصحف الأجنبية؟
كتب/ أشرف زهران
كان من أبرز الأعضاء بأول مجلس لنقابة المحامين عام 1912، وأختاره المحامون في ديسمبر 1919 نقيبا لهم نكاية في وزارة يوسف وهبة الموالية للإنجليز، ليمنع ذريعة الإنجليز لإشعال الفتنة الطائفية، إنه مرقص حنا النقيب الخامس للمحامين، وظل فى هذا المنصب خمس دورات متتالية حتى 1924 عندما كانت الدورة عاماً واحداً، وشغل ثلاث حقائب وزارية.. فلماذا هاجمته الصحف الأجنبية؟
ولد مرقص حنا فى القاهرة عام 1872م، وحصل على إجازة الحقوق من جامعة مونبليه بفرنسا، ثم حصل على شهادة فى الإقتصاد السياسى من جامعة باريس عام 1891م، وبعد عــودته إلى مصر عمل وكيــلاً للنائب العام حتى عام 1904م، ثم قرر أن يستقيل من القـضاء ليعمل بالمحـاماة.
وكان مرقص حنا أبرز الأعضاء بأول مجلس لنقابة المحامين سنة 1912، ثم اختاره المحامون وكيلًا للنقابة سنة 1914 عندما انتخب عبدالعزيز باشا فهمى نقيبا.
وفى ديسمبر 1919 أختار المحامون مرقص حنا نقيبا ثقة منهم فيه ونكاية فى وزارة يوسف وهبة الموالية للإنجليز، وبهذا يكون مرقص حنا هو صوت المعارض قبطى أمام قبطى حتى لا يجد الإحتلال الإنجليزى زريعة الفتنة الطائفية ليستغلها.
وتولى مرقص حنا نقابة المحامين فى ديسمبر 1919 ليصبح النقيب الخامس للنقابة العامة لمحامين مصر، وقد ظل فى هذا المنصب خمس دورات متتالية حتى 1924 عندما كانت الدورة عاماً واحداً.
وفى عام 1922 تعرض مرقص حنا للاعتقال مع بعض أعضاء الوفد بسبب مواقفه الوطنية، ووقتها قام محمد أبو شادى وكيل نقابة المحامين انذاك بمجهود شاق، اذ قام بجمع توقيعات جميع المحامين بالقطر المصرى على مذكرة تم رفعها للملك، وطلب مقابلته، وتم تشكيل لجنة للدفاع عن جميع المتهمين، وقد أرسل مجلس النقابة برقية الى النقيب السجين مرقص حنا قال فيها :
«يا حضرة الزميل .. سجنت أو لم تسجـن أنت نقيب المحـامين؛ ولقد زدت عندهم منـزلة وعلوت قدراً بما تتحمله من الأذى والتضحية في سبيل أشرف وأنبل مقص ؛ فالله يرعاك فى شدتك ؛ ويبارك فى إخلاصك وثباتك ..».
ويشار إلى أن مجلس نقابة المحامين فى عهد مرقص حنا قام بالاعلإن رسميا بمقاطعة لجنة «اللورد ملنر»، وقررت النقابة عمل اضراب لمدة اسبوع، يبدء من اليوم التالى لحضور ملنر، وتم ابلاغ القرار لرؤساء محاكم الاستئناف، والمحاكم الابتدائية، وقضاة المحاكم الجزئية، ونشره كذلك بالصحف اليومية ليعلمه الجميع.
وبعد ثورة 1919 وصدور تصريح 28 فبراير 1922 والذى نص على استقلال مصر ،ترتب على ذلك صدور دستور 1923م، وأجريت الانتخابات البرلمانية والتى فاز فيها الوفـــد بأغلبية ساحقـــة( 195 مقعداً) من مقاعد مجلس النواب البالغ عــددها( 214 مقعداً).
وأثناء تشكيل الوزارة اعترض الملك فؤاد على تعيين اثنين من الأقــباط وزيرين والوزارة كلها برئيسها سعد «عشـــرة» واحتج الملك فــــــؤاد بأن الشارع المصرى، قد لا يرضى عن هذا التشكيل الوزارى، ولكن رد سعد بأنه زعيم الأمة ويعرف نبض الشارع.
وتولى «مرقص حـنا» فى الوزارة الشعبية وزارة سعد زغلول منصب وزير الأشــــغال وزميله القبطى الآخر كان واصف بطرس غـــالى الذى تولى منصب وزير الخارجية، وكانت دعوى الملك أن الشعب معتاد وجود وزير قبطى واحد وليس اثنين وقـــــد استمرت وزارة الشعب من 28 يناير 1924 إلى 24 نوفمبر من نفس العام.
اختير «حنا» مرة أخرى وزيراً للمالية فى وزارة «عدلى يكن» الثانية من( 7 يونيو 1926 ـــ21 أبريل 1927م) وهى الوزارة الائتلافية الأولى، ثم فى 1927شكل «عبدالخالق ثروت باشا» الوزارة -الثانية- وتولى «مرقص حنا» منصب وزير الخارجية، وكانت هذه الوزارة من الوزارات الائتلافية الوفدية من ( 25 أبريل عام 1927 ـــ 16 مارس1928م).
ولعل من أشهر القضايا الشهيرة التي انتصر فيها للحق عندما اكتشف هيوارد كارتر مقبرة توت عنخ امون ومنع زيارة المصريين لها وسمح للأجانب وكان ذلك سنة ١٩٢٣ وعندما سمع بذلك مرقص باشا اندهش وكان وزيرا للأشغال وقرر فتح الموضوع علنا وأرسل حامية شرطة لإغلاق المقبرة وحفظ حق مصر في آثار مليكها الشهير توت عنخ آمون وهاجمته الصحف الأجنبية ولكنه أصر علي موقفه لحماية تاريخ مصر وتراثها.
واشترك مرقص حنا فى ثلاث وزارات برئاسة ثلاثة رؤساء مختلفين، وثلاث حقائب وزارية مختلفة مختلفة وهو ما يدل على قدرة وحنكة سياسية تمتع بها هذا الرجل الوطنى.
توفى مرقص حنا فى أكتوبر عام 1934 رحل عن عالمنا النقيب والسياسى والمناضل مرقص حنا عن عمر 62 عاما قضى اكثر من أربعين عاما منها فى خدمة بلاده وقضية وطنه.