محاماة لا محابة
بقلم: مجدي محمد عباس
أكتب هذه الكلمات وأخرج بها عن موضوعي بسبب ما أشعر به من ألم وحزن بالغ.
وفي قرارة نفسي أن هذا المقال أساس لكل محام صادق يعلم ماذا تعني المحاماةّ
أكتب هذه الكلمات وأمامي قسم المحاماة الذي أقسمت عليه لكي أسال نفسي سؤال!
هل أستطيع أن أقوم بالقسم أم لا؟
هل أستطيع أن أحافظ عليه أم أنني أرسب في تحمل هذا الحمل, حمل الدفاع وتحقيق العدالة حتى ولو ببذل الجهد والعناية اللازمة؟
اكتب هذا المقال لأنني في هذه الفترة رأيت عجبا وسمعت عجبا!
رأيت رجلا بينه وبين امرأة مشكلة أودت بهما إلي المحاكم, وهي محامية….
رأيته تائها بين أناس يبيعونه لها ويتعللون أنها صديقتهم في المهنة….
أي مهنة هذه!
أنتم لا تعلمون شيء عن المهنة ولا عن الرسالة ولا عن المحاماة, أنتم عار على المهنة كلها.
لذلك أنا أدعم مدونة السلوك بكل قوة, لأننا من المفترض أن نقول الحق ولو على أنفسنا أو الأقربين، وهذا لا يمنع من احترام القرابة لذلك كان للقاضي التنحي عن قضة يجد فيها الحرج وكذلك للمحامي أن يرفض التوكيل إن لم يقم بحقه حرجا.
أما أن يقبل التوكيل ويقيم نفسه مقام الموكل ثم يقصر في عمله لأي سببا من قبله فهذه خيانة للقسم ووصمة عارا للمحاماة.
التوكيل شيء كبير وثمين.. التوكيل يعني الثقة المطلقة.. يعني الأمانة… يعني أنك حللت مكان موكلك فلا ترى ولا تسمع إلا ما كان في إطار المصلحة له وعدم الخروج عن العرف والتقاليد العامة.
وأخر يقول لقد باعني المحامي وقبض الثمن!!!
وأنا أقول لقد باع نفسه بالبخس.
إن المحامي المحترم المحب لنفسه وللمحاماة عندما يشعر بالحرج يمكنه أن يتنحى بدلا من أن يبيع من وثق به وأقامه مكانه.
فلا مال ينفع ولا شهرة مستعارة تقام على مصالح الناس تشفع.
نريد جيلا يرفع من رسالة المحاماة كما كانت في سابق عهدها خفاقة مشرقة مشرفة عالية.
المحاماة رسالة الأنبياء إذ أنها رسالة الدفاع والأنبياء كرماء أعزاء وجهاء لا يكذبون ولا يخادعون ولا يمكرون إلا بحق وللحق
وأخيرا أقول اللهم لا تجعلنا من يأكلون أموال الناس بالباطل.