متى تلجأ إلى اليمين الحاسمة في الدعوى؟
كتبه الأستاذ: أشرف الزهوي
اليمين الحاسمة هي إحدى وسائل الاثبات في القانون المصري، وهي اليمين التي يوجهها الخصم إلى خصمه، محتكمًا إلى ذمته وضميره، بحيث يتم حسم المنازعة في الدعوى بهذا اليمين، إذا حلف الخصم اليمين التي وجهها إليه الخصم فقد حسم الدعوى لصالحه، إذا نكل عن الحلف أي رفض اليمين الموجهة إليه وسكت يعتبر خاسرًا لدعواه.
وهذه ملاحظة مهمة يجب أن يتنبه إليها كل محام؛ لأن لمن وجهت إليه اليمين، أن يردها على خصمه، فإذا نكل عنها خسر دعواه، تقتصر حجية اليمين على من وجهها ومن وجهت إليه، ولا يتعدى أثرها إلى غيرهما من الخصوم يترتب على ذلك أنه إذا شاب اليمين الموجهة إلى أحد الخصوم بطلان، فلا يمتد أثر هذا البطلان إلى غيره ممن وجهت إليه اليمين صحيحة، كما أنه ليس لغير من وجهت اليمين الحاسمة إليه أن ينازع فيها أو يعترض على توجيهها، وكل ما للغير هو ألا يحاج بأثر هذه اليمين.
ويثور التساؤل؛ هل يجوز الطعن في الأحكام الصادرة بناء على النكول؟ نعم يجوز الطعن في الأحكام الصادرة بناء على النكول إذا كانت اليمين قد وجهت في غير حالاتها – أي في شأن وقائع مخالفة للقانون أو للنظام العام والآداب – أو على بطلان إجراءات توجيهها متى ثبت صحة ذلك، وللمحكمة استخلاص كيدية اليمين على أن تقيم استخلاصها على اعتبارات من شأنها أن تؤدي إليه، وللخصم الذي توجه إليه اليمين أن ينازع فيها بعدم جواز توجيهها إليه، وعلى المحكمة أن تفصل فيما يثيره بشأن اليمين الحاسمة اولًا، ثم تحدد جلسة لحلفها أن رأت في نهاية الأمر توجيهها إليه.