قوتنا وعزتنا في ديننا ووحدتنا بدونهما الضعف والذل والمهانة
بقلم/ محمود مليجي سليمان
اليوم نحن في أشد الحاجة إلى أخلاق الإسلام نحتاج أن تكون أخلاق الإسلام سلوكا فنمارسها في الحياة نحن نعيش في عصر المادة فيه هي الأساس ضعفت فيه النفوس، انعدمت القيم من أجل التباهي علي حساب القيم والأخلاق، الكثير يتنافس، ولا يعرف أن الغرض من التنافس هو النجاح والنجاح يتحقق بالمنافسة الشريفة.
أصبح الكل يتفاخر في سرادق العزاء، والمبالغة وهناك من يتصارع في الأفراح ويتفاخر سواء كانت عائلة كبيرة أم عائلة لا تملك من الدنيا شئ، ولا يهم ما يحدث ولكن انعدام الأخلاق والقيم والمبادئ يكون الصراع علي الدنيا فلا تنسي لحظة خروج الروح فاين الذي جمعته من الأموال واعدته للشدائد والأهوال لقد أصبح كفك عند الموت خاليا وبدلت من بعد غناك وعزك ذلا وفقرا فكيف أصبحت يا رهين اوزاره يا من سلب ما أهله ودياره أما علمت يا مغرور أنا لابد من الارتحال إلي يوم شديد الأهوال ليس ينفعك فيه ثم قيل ولا قال بل يعد عليك بين يدي الواحد الديان ما بطشت اليدان ما مشيت القدمان ما نطق به اللسان فإن رحمك فالي الجنان وان كانت الأخري فإلي النيران .
فالصراع من أجل نعمة زائلة أو لذة عابرة ،الآن التحاسد التكبر الغرور التقاطع بين الأقارب والصحاب والجيران على أبسط الأمور واتفه الأسباب. أصبحت الأعراض مباحه دون وجه حق الكل أصبح يفكر في الدنيا ولا يعلم أن هناك حساب في الآخرة الدماء مباحة والأموال تنهب وتسرق بدون وجه حق
نحن في أشد الحاجة إلى أخلاق الإسلام نرى الان قطيعة الرحم وضعف البر والصلة وانعدام النصيحة وانتزاع الرحمة والحب والتآلف بين كثير من الأبناء والآباء والجيران والأخوة وبين أفراد المجتمع الواحد.
فعلينا بالاستقامة .
الاستقامة لزوم الصراط المستقيم وقيام العبد بين يدي رب العالمين بامتثال الأمر واجتناب النهي والوقوف عند الحد بعلم واخلاص واتباع علي الأفعال والاقوال والأعمال ولن تتحق الاستقامة الا اذا استقامت الأفعال علي الاخلاص والاقوال علي الصدق والأعمال علي طاعة الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلم ولكل شئ اصل واصل الاستقامة أن يستقيم القلب علي التوحيد بصفائه وشموله وعمومه فإن استقام القلب علي التوحيد استقامت الجوارح كلها علي التوحيد .
فعلينا أن نتقرب إلي الله في جميع افعالنا لتستقيم أمورنا وتصلح أحوالنا وتضبط تصرفاتنا ويحسن إسلامنا ويكتمل إيماننا فلا ينفع إيمان أو يقبل عمل أو ترفع عبادة بدون أخلاق تحكم السلوك وتوجه التصرفات وقد قال المولي عز وجل في مدح الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم الذي اختاره واصطفاه بقوله سبحانه ( وانك لعلي خلق عظيم ) اليوم أصبحت الأزمة أزمة أخلاق الكثير يصلي ثم يخرج للتقاتل الكثير يصوم ويغتاب الكثير يقرأ القرآن ولا يعمل بما قرأ الكثير يدعوا الي القيم ويتنازع بدون اسباب الكثير يملئون المساجد وتجد التحاسد فيما بينهم .
فأين الخشوع والتدبر أين استشعار عظمة الله
في البعد عن الله عز وجل ساءت الأخلاق وانعدمت القيم والسلوكيات أصبحت بعيدة كل البعد عن منهج الله
فلا يغتر أحدنا بصلاته أو صيامه أو قراءته للقرآن أو حتى صدقته وحجه لبيت الله الحرام وهو في الجانب الآخر سيء الخلق سيء الأقوال والأفعال بذيء اللسان خبيث النفس فلن تنفعه أعماله حتى يأخذ تعاليم الإسلام وتوجيهاته كاملة ويمارسها بصدق وإخلاص ليكتب له التوفيق والسداد والقبول عند الله.
لقد كانت الأخلاق في حياة المسلمين سبب رئيسي لعزتهم وقوتهم ومنعتهم وسعادتهم فعاشوا فيما بينهم حياة يسودها الحب والتعاون والاحترام المتبادل فأسسوا حضارة بهرت العالم ذلك أن أي حضارة لا تقوم إلا على دعامتين الأولي علمية والثانية أخلاقية. علمية تنتج التطور والازدهار والرقي السياسي والاقتصادي والعلمي والاجتماعي. وأخلاقية ينتج عنها الأمانة والإخلاص والإتقان والشعور بالمسئولية وتقديم النفع وحب الخير فإذا ما ذهبت هاتين الدعامتين أو أحدهما انهارت الحضارات وتفككت المجتمعات وحل البلاء بأهلها. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
العظمه الحقيقية تكون في الأخلاق والقيم النبيلة فماذا نقول اليوم لمن ساءت أخلاقهم وفسدت أفعالهم يستحلون دماء المسلمين وأعراضهم. قتل وخطف وتعد وظلم وتخويف وقطع طريق وتدمير منشأة ومصلحة عامة أين ستذهبون من أعمالكم عندما تقفون بين يدي الله ولا حجة لكم. إن الفساد الأخلاقي في الأرض إجرام نهى عنه ربنا
لقد آن الأوان لنقوم بتربية أنفسنا وأولادنا وأهلينا تربية تقوم على العقيدة الصحيحة والعبادة السليمة والعمل الصالح والخلق القويم والثبات على هذا الدين والتضحية من أجله والدعوة إلية. لقد آن الأوان لنستفيد من الأحداث والفتن والصراعات في تأليف القلوب وتقوية الروابط وحفظ الدماء والأموال والأعراض التي استبيحت
علينا أن ندرك جيد أن قوتنا وعزتنا في ديننا ووحدتنا ومتى ما تخلينا عنهما لن يكون غير الضعف والذل والمهانة
إذا احتكم الجميع إلى الدين والشرع والقانون يتساوى في ذلك الغني والفقير والحاكم والمحكوم سواءا بسواء.