في ذكراه.. رسالة الإمام محمد عبده

بقلم/أحمد محمود سلام

كان حصاد تغييب العقول أكثر إيلاماً لمصر والعالم أجمع، وقد تُرك التيار المتأسلم المتاجر بالدين ليفعل مايحلو له في مشاهد ظاهرها الدين وباطنها السياسة التي هي السلطة وإنتهي الأمر إلي كوارث صححتها الشعوب وأنظمة الحكم ولكن بعد فوات الأوان ولأجل هذا ظلت الآلية الشيطانية تكمن وتُضمر السوء لكل موضع جوبهت فيه لأجل محو أثرها بعدما وقر يقينا أنهم بعيدين كل البعد عن سبيل الدين ولعل مايحدث من جماعة الإخوان الإرهابية لخير دليل بعد أن نال الفكر الضال من مستلبيها لتفجع مصر من مشاهد القتل تحت ستر الفكر التكفيري الداعي لسفك الدماء وأبدا ماكانوا مسلمين.

أجدني أترحم علي إمام الأئمة الشيخ محمد عبده في ذكري رحيله وقد رحل في 11 يوليو سنة 1905 عن عُمر يناهز السابعة والخمسين بعد مرض عُضال وكانت الفجيعة جراء رحيله كبيرة لعلمه الوافر وفكره الصائب وكلما أقرأ له أشعر أنه بيننا مُشخصا لحال المسلمين وقد حذر من الغلو والتطرف والإتجار بالدين وكتب كثيراً في هذا الأمر ليضحي ماكتبه موضع إعتبار مما يستلزم أن يُدرس فكره”اليوم” لأنه بحق يصلح لكل زمان ومكان.

رحم الله الإمام محمد عبده وأجدني أكرر قوله السديد الذي يجسد واقعا أليما كابدت فيه مصر كثيرا جراء ركض التيار المتأسلم نحو السلطة وقد قال” إن الجاهلية اليوم أشد من الجاهلية والضالين. في زمن النبي.. كان البدوي، راعي الغنم، يسمع القرآن فيخر له ساجدا، لما عنده من رقة الإحساس ولطف الشعور؛ فهل يقاس هذا بأى متعلم اليوم؟…”
أي بلاغة تلك …..؟!”

لا تعليق علي ماقاله الإمام الفقيه المُجدد السابق لزمانه، ولاسبيل سوي الترحم عليه في ذكري رحيله داعين الله أن يقي مصر من كل سوء في ظل حربها المشروعة ضد إرهاب المسيئين إلي الإسلام والإسلام منهم بُراء في رثاء الإمام محمد عبده كتب شاعر النيل حافظ إبراهيم قائلا:
“بكى الشرق فارتجت له الأرض رجة، وضاقت عيون الكون بالعبرات”.

في ذكري رحيل الإمام محمد عبده :-
لم يزل الشرق يبكي كل عالم جليل في ظل واقع ينشد حكمة العلماء وقد عم البلاء جراء الغلووالشطط ومن هنا يكمن بيت الداء .!

رسالة الأمام محمد عبده تنشد البعث وصولا إلي محو أثر الفكر الضال .

رحم الله الأمام محمد عبده في ذكراه.
أحمد محمود سلام

زر الذهاب إلى الأعلى