فن المرافعة

كتب: محمود أحمد راغب المحامي

 

المرافعة هي الدفاع الشفوي الذي يقدمه المحامي أمام القضاء لبيان وجه الحق في موقف موكله، ويعتبر اقتناع المحامي بعدالة قضيته هو اللبنة الأولى في بناء مرافعته، و هناك فرق بين المحامي الذي تنطلق مرافعته من حميم قلبه و أخر يردد عبارات رتيبة باردة لا تجد طريقها إلى قلب ووجدان القاضي.

وان يكون الهدف من المرافعة هو إقناع القاضي بعدالة موقف موكله و تطابقه مع القانون و هذا يقتضي الأعداد للمرافعة و التفرغ للبحث و الدراسة و البداية دائماً في الإعداد هو البحث في قرار الإحالة أو مراجعة القيد و الوصف الذي تصيغه النيابة العامة على الدعوي ثم البحث في موضوع الدعوى عن دليل في جملة عارضة أو توقيت زمني متناقض ف في الغالب تتضمن الأوراق أدلة البراءة والإدانة معا.

و مبدأ الإعداد لخطة المرافعة في مرحلة القراءة و تدوين الخواطر و يصبح لدى المحامي مجموعة خواطر التي وردت بذهنه بمناسبة قراءة الملف.

و خير المترافعين هو الذي يستطيع أن يستقرئ ميول القاضي و يتابع تفكيره من ثم يقوم بالمرافعة علي الإسناد القانوني و التدليل المنطقي و قرع الحجة وقوة البيان و يتعين أن يكون المترافع يقظاً حاد الذهن ثم يأتي بعد ذلك الارتجال في المرافعة و ذلك قمة البلاغة القضائية ولا توجد مرافعة بدون الارتجال و ليس المقصود بالارتجال في المرافعة أن يذهب المحامي إلى المحكمة خالي الوفاض دون تحضير دفاعه لكن المقصود بالارتجال أن يكون المحامي قد قام بالبحث من جميع الأوجه و وضع خطته لإبداء دفوعه و دفاعه في شكل وموضوع الدعوى ثم يقوم بالانتقال إلي السكون ليتخيل وقع هذا الدفاع علي المحكمة و الخصوم فإذا رضي عنه ترك لنفسه حرية صياغة الأفكار واختيار العبارات و الكلمات المناسبة عند المرافعة الأمر الذي يمنحه سهولة الحركة في المرافعة و يمكنه من تعديل خطط لمواجهة المتغيرات و المفاجآت التي تحدث أثناء نظر الدعوى.

و من نافلة القول أن هناك آداب للمرافعة بأن يكون المحامي عفاً بطبيعته و أن يمتنع عن ذكر الأمور الشخصية التي تسئ إلى خصم موكله أو اتهامه بما يمس شرفه و كرامته إلا في حالة ضرورة الدفاع عن مصالح موكله فإذا اكتمل للمحامي كل ما تقدم فعليه أن يوفي مجلس القضاء حقه في الاحترام و دائماً يقف المحامي في مكان منخفض مرتديًا السواد حزناً ليكون قريباً مع من قهرتهم شهوة الإنسان ليسمع أنتهم فيرسل إلى قلب القاضي صرخات المظلومين.

زر الذهاب إلى الأعلى