عوامل انحراف السلوك الإنساني تأثرا بالمناخ البيئي

بقلم الدكتور/ وليد محمد وهبة المحامي

دائما ما يكون في تاريخ الأمم والمجتمعات أنواع متعددة من السلوك الإجرامي والذي ينتشر في كل فتره وحقبه بخلاف الأخرى وان عوامل هذا السلوك الإجرامي دائما ما تتجلى نتيجة التغيرات المناخية والاجتماعية.

فليس كل مجرم مريض نفسي أو واقع تحت تأثير مخدر أو لديه سلوك منحرف يؤدى به الى ارتكاب الجرائم فقط بل التغيرات الاجتماعية والعوامل الأسرية وعدم الاستقرار المعيشي وعدم الشعور بالأمان قد يؤدى بانحراف السلوك لدى مجموعة من الأشخاص هم من الأساس ليسوا بمجرمين.

وهذا ناتج لطبيعة المحيطين بهم أو تغير الظروف المعيشية من أعلى الى أدنى نتيجة تغير المناخ السياسي أو الاقتصادي السائد في المجتمع أو كنوع من محاوله السيطرة أو فرض الرأي أو إيهامه لنفسه بانه تحول من شخص تافه عديم الفائدة الى شخص ذو أهمية وقيادة مرموقة

وهذا بالطبع ما يؤدى بهم الى سهولة الانحراف السلوكي وارتكاب الجرائم بصوره غير مبرره وغير منطقية لسبب ارتكابهم لهذه الجرائم خاصة وان وسيلة انتشارها والإخبار بها أصبحت الآن أسهل عن طريق التصوير والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وان دراسات علم الإجرام أوضحت العديد من هذه النماذج حيث ظهرت جرائم جديده وفريده لم تكن متواجدة في المجتمع الكويتي قبل الغزو العراقي مثلا في وأيضا في مصر ظهرت أيضا مجموعة من الظواهر الإجرامية بعد ثورة ٢٥ يناير لم تكن متواجدة واستحدثت قوانين للمعاقبة عليها.

حتى دوافع الانتقام أصبحت متوارثه نتيجة العوامل المؤثرة لبعض الروايات التي يقوم بترديدها الأفراد الذين رأوا أي من الجرائم التي وقعت عليهم أو كانت بسببهم فهذا لديه مردود كبير على العوامل النفسية لمتلقي مثل هذه الروايات خاصة وان الأجيال مازالت على قيد الحياة ليست من القصص التاريخية التي يمكن ان يتم التأثر بها او عدم المبالاة بشأنها؛ لا على الأكثر يكون التأثير بها لان الإخبار يتم شخصيا من أناس أحياء عاشوا ورأوا هذه الجرائم بأم أعينهم مما نقل الحالة النفسية المتأثرة من سماع هذه الروايات وكانت محمولة بدوافع من الانتقام.

وبالطبع هذا الانتقام يحدث من أناس لم تقع عليهم هذه الجرائم أو الاعتداءات ويقوموا هم بردها أضعاف مضاعفه وفى صور أبشع على أشخاص لم يقوموا بالاعتداء وليس لهم ذنب من البداية نتيجة العوامل المؤثرة من سماع الروايات ورؤية مدى التأثر الشديد للراوي أثناء تلاوته للرواية مما ولد دافع الثأر بينهم.

وللحديث بقية

زر الذهاب إلى الأعلى