عن الجريمة الالكترونية

كتبه/حسام محمد علعول

رغم ان انتشارشبكة الانترنت فتح مجالات عديدة للاستفادة منها نتيجة للانفتاح الذي فرضته هذه التقنيات الحديثة ، والتدفق الغزيرللمعلومات التي يمكن استخدامها فيما يحقق مصلحة البشرية وفي الوقت نفسه الاضراربها كما حدث خلال السنوات الأخيرة مع انتشارالجريمة الالكترونية التي باتت واحدة من أهم وأخطرجرائم العصربدءاً من سرقة أرقام بطاقات الائتمان لاستخدامها في شراء المنتجات عبرالإنترنت ، وسرقة المعلومات الحساسة بشتي أنواعها العسكرية والمالية والاقتصادية والسياسية ، والتلصص علي الأسرارالشخصية ونشرالمواد الإباحية ، وزرع الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في تدميرقواعد البيانات وأجهزة الكمبيوتر، هوما يثيرالتساؤل حول حجم الاضراروالمخاطرالمستقبلية التي يمكن أن تؤدي إليها هذه التقنيات الحديثة .

اولا : الجريمة الالكترونية :-
وعن تلك الجرائم نجد ان المستشار رفعت عبد المجيد ، نائب رئيس محكمة النقض المصرية ، حظر من المخاطرالعديدة لشبكة الأنترنت خاصة مع النمو المتواصل للعمل المصرفي الإلكتروني والتجارة الإلكترونية ، واستخدام مجموعات الجريمة المنظمة شبكة الإنترنت للقيام بممارسات وأعمال غيرمشروعة لتحقيق أرباح مادية ضخمة سريعة ، الأمرالذي يصعب معه اكتشاف الفاعل الحقيقي وهو ما أدى إلى انتشارالجرائم الإلكترونية بداية من سرقة المعلومات أو الاطلاع عليها بشكل غيرقانوني أوحذفها أو تعديلها بما يحقق هدف المجرم من تحقيق مكسب مادي أو معنوي أوسياسي اواجتماعي غيرمشروع ، عبر النصب والاحتيال وتخريب المؤسسات العامة كالبنوك والدوائرالحكومية ، والاجهزة الرسمية والشركات بكافة أشكالها ، والسرقة عبربيع السلع أوالخدمات الوهمية أوسرقة وتزويربطاقات الائتمان ، والتجسس وغسل الأموال ، وتسريب المواد الإباحية ، وتسهيل الدعارة عبرالإنترنت ، والتشهير، والسب والقذف على الشبكة العنكبوتية ، واقتحام الحواسيب الخاصة ، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية ، والعلامات التجارية ، وسرقة الأسرار الصناعية ، وانتحال شخصية أخري ، إلى جانب استخدام التكنولوجيا في دعم الارهاب ، والافكارالمتطرفة وعادة ما يكون الضحية من قليلي الخبرة أوالمعرفة الالكترونية أومن الأطفال أوالنساء مثلما تستخدم لهذا الهدف مواقع المواعدة علي الانترنت أو البرامج الحوارية.

ولذلك نجد انه لابد من تعديل القوانين القائمة ، وليس فقط وضع قوانين جديدة ، لتكتمل منظومة المواجهة للجرائم الإلكترونية باختلاف أشكالها وأنواعها ، نظرا لقصورالتشريعات الحالية عن التعامل معها ، والعمل على تزويد سلطات التحقيق بوحدات متخصصة تدعمها كي تستدل على كشف الجريمة الإلكترونية بأنواعها ، إلى جانب ضرورة التعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية بحماية المجتمع من مخاطرالإنترنت مثل الجهات التشريعية والقضاء والشرطة ، ومصممي البرامج وشركات كمبيوترمن أجل تأمين مواقع الإنترنت من خلال أنظمة حماية محكمة ، واستخدام برامج دائمة التحديث ، وتقنين عمل مقاهي الإنترنت والشبكات المفتوحة ، مشيرا إلى أهمية التعاون بين القطاع العام والخاص لمكافحة ومواجهة الجريمة الإلكترونية ، وإنشاء شراكة في حقول البحث والتطوير، وفي مجال جمع البيانات والأدلة الجنائية ، وتمويل وإنشاء وإدارة المنشآت الخاصة بأمن المعلومات والاتصالات والأدلة الجنائية بما يسمح باستغلال إمكانات كل قطاع لتوفيرأكبرقدرمن الأمن المعلوماتي ، إلى جانب التعاون وتبادل المعلومات ما بين الشرطة والقضاء محلياً ودولياً لمكافحة الجريمة الإلكترونية ، والسعي نحو تشكيل لجنة عليا تضم ممثلين عن الجهات المعنية لمواجهة السلوك المنحرف في البيئة المعلوماتية ، مشيرا إلى جرائم القرصنة الرقمية التي تمثـــــل تهديدا للدول المعتدى عليها من خلال شركاتها ومؤسساتها ، كما تمثل تهـــديدا للبــلاد التي ينطلق منها المجرمون لأنها تقتل روح الابتكار والتطورفيها ، منتقدا القوانين المطبقة حالياً لأنها لا تستطيع الحد من القرصنة وسائرأنواع الجرائم الإلكترونية ، لافتا إلى أن قانون تنظيم الاتصالات الرقم 10 لسنة 2003 في مصريقتصرعلى حماية الشركات المتخصصة بالاتصالات ، وقانون حماية الملكية الفكرية في المادة 140 يختص بحماية برامج الحاسوب الآلي ، ولكنه لا يتطرق إلى الملكية الفكرية المتخصصة.

وأوضح المستشارحسن بسيونى ، مساعد وزيرالعدل لشئون المركزالقومى للدراسات القضائية ، إلى أن فشل الدول العربية في وضع سياسة إعلامية ترسخ هويتها الثقافية ومعطياتها الحضارية ، هو ما يدفع المتلقي العربي للاندفاع نحو البث الوافد عبرالشبكة العنكبوتية ، بكل ما يحمله من مفاهيم وسلوكيات مغايرة للمجتمعات العربيةً ، تترك تأثيرها السلبي على الأطفال خاصة مع ضعف رقابة الأسرية الأمرالذي يعرضهم لسيل من المواد غيرالمناسبة ، والمشاهد العنيفة ، إضافة إلى التحرّش بهم واستدراجهم وتوريطهم في أنشطة مؤذية ، ولان الانترنت والتكنولوجيا من مصادرالمعرفة التي لا يمكن التحكم في انتشارها ، لذا أصبح محتما علي الحكومات والمشرعين سن القوانين التي يمكن من خلالها ضبط استخدام الانترنت في أغراض خارجة عن القانون ، لافتا إلى خطة وزارة العدل لرفع القدرات الخاصة بالقضاة ، ورؤساء المحاكم ، ووكلاء النيابة العامة ، حيث سيقوم المركزباستضافة مجموعة ورش العمل ، من أجل تزويدهم بأحدث المعلومات مما يوفرالمناخ الملائم لسرعة التقاضي وإصدارالأحكام فى تلك القضايا محققاً بيئة إلكترونية آمنة للدولة.

الخسائر التي تؤدي اليها تلك الجرائم الألكترونية و من قبيل ذلك :
– خسائراقتصادية :
واوضح دفؤاد جمال ، أمين عام مركزدراسات الملكية الفكرية بالقاهرة ، أن العالم يواجه خطراً داهماً من تزايد انتشاره الجريمة الإلكترونية بمعدلات مخيفة فى الدول المتقدمة نظراً لتزايد تعاملاتهم مع الشبكات الإلكترونية ، إلى جانب التوسع فى استخـدام التجـارة الإلكترونية والمخاطروالخسائرالعديدة التي تسببها.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى