ثقافة التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي

بقلم/ أشرف الزهوي المحامي

نجحت مواقع التواصل الاجتماعي في جذب الشباب بل والكبار، ومع اتساع حجم وقوة هذه المواقع، اهتمت الأجهزة الرقابية بقراءة ومتابعة ورصد القضايا والموضوعات التي تشغل المواطنين وتستحوذ على اهتمامهم. اغلب المتفاعلين عبر مواقع التواصل لايهدفون إلى تحقيق مآرب شخصية أو مصلحة فردية. إلا أن البعض قد استغل هذه التجمعات لتحقيق أهداف شخصية، قد تكون مشروعة أو غير مشروعة، فمن يستغل الفيس بوك في الاعلان عن رغبته في بيع سيارة فهذا أمر مشروع ومن تعلن عن طهي الأطعمة وصناعة الحلوي لبيعها جاز ذلك، وقد يتخذ البعض هذا الأمر في الاعلان عن مهنته ونجاحاتة العملية.. كل هذا من الأمور العادية.

إلا أن البعض استطاع أن يستغل مواقع التواصل في تحقيق اغراض دنيئة وأهداف خسيسة. فقام البعض بإطلاق الأكاذيب واختراع الاباطيل وتدنيس سمعة الأبرياء لتحقيق مصالح غير مشروعة مثل الانتقام أو الابتزاز أو تحقيق الشهرة.

أن التعامل الذكي مع مواقع السوشيال ميديا يحتاج إلى توعية وتدريب بات يرتقي لاعتباره مادة دراسية يمكن ضمها للمناهج التعليمية. إذا سألت ولي ألامر أو راع الأسرة عن المواقع التي يتردد عليها أولاده فإنه غالبا لايعرف، وإذا حاولت توجيه أولادك فإنك ستصطدم بعبارات غليظة من نوع الحرية الشخصية والخصوصية، وحتى لو أدلى احد الاولاد بنوع المواقع التي يتعامل معها فغالبا مايكون له خصوصيته في التعامل مع مواقع أخرى. هناك مواقع كثيرة تقدم المحتوى الذي يجذب الشباب إليها ثم تتبين أنه لا فائدة من محتوى هذه المواقع وان الدخول إليها من باب التسلية وقتل الوقت.

ومن مواقع تقدم المحتوى الجيد ولكن في حدود سياسة توجيهية تؤثر في عقول الشباب على المدى الطويل. إذا راجعت التطبيقات الرائجة التي يتعامل مع الشباب بالملايين ستجد أغلبها للأغاني والأفلام والدراما والفيديوهات التافهة. ومن باب الفضول، قمت برصد بعض مقاطع الفيديو التي حققت ملايين المشاهدات وكانت المفاجأة انها جميعا من النوع الذي يحقق التسلية ولايتضمن المعلومات الثقافية أو العلمية أو حتى جمال اللغة!!
اننا بحاجة إلى تعظيم قيمة العلم والثقافة وإيجاد الوسائل التي تجذب الشباب الي المحتوى الهادف.

زر الذهاب إلى الأعلى