شكرا على مشاركاتكم.. إجابة السؤال القانوني حول “توجيه الشهود”

إعداد: سعد البحيري- علي عبدالجواد

طرح المركز الإعلامي لنقابة المحامين، السؤال القانوني الأسبوعي الثاني، ونصه: “أحالت المحكمة الدعوي للتحقيق فحضر موكلك بشاهدين وطلب منك توجيهما فماذا تقول لهم؟”

هذا وقد تلقينا العديد من الإجابات والاجتهادات، وقدم الأساتذة الإجابات من وجهة نظرهم، لذلك سجلنا أكبر عدد من الأسماء كأفضل ردود.

ونعرض فيما يلي أسماء السادة المحامين الذين أجابوا على السؤال القانوني:

 

الأستاذ: أشرف الزهوي

 

أولا: أذكر لهم قيمة الشهادة الحق الصادقة ومعاقبة الشهادة الزور، ثم أوضح لهم من خلال الحكم التمهيدي المطلوب منهم من معلومات محددة في الحكم، وأعرفهم أن شهادة من رأى بعينه أقوى كثيرا من شهادة من سمع فقط، وأن أخفف عنهم هيبة الحضور إذا كانا متهيبين الموقف. فأحيانا ما يفقد الشاهد تركيزه أمام المحكمة رغم أنه قد يكون هو الفاصل في القضية بما يدلي به.

أما ترك الشهود دون هذه التوجيهات قد يؤثر سلبا على القضية الذين جاءوا ليشهدوا فيها.

وأخيرا على الشاهد ألا يتحرج من قول (مااعرفش) بدلا من الأقوال المرسلة التي لا تفيد.

وأذكر قريبا في إحدى القضايا التي حضرتها أن كان أحد الشهود لا يعرف إلا معلومة واحدة في الموضوع الذي جاء للشهادة بشأنه، وأجاب على جميع الأسئلة بكلمة (معرفش) وحتى معلوماته لم تتطرق إليها المحكمة، أما الشاهد الثاني فشهد بما رأى وانتهت القضية لصالحنا رغم ذلك.

 

الأستاذ: أحمد محمد القاضي

توجيه الشهود يكون نحو التالي :

١ـ  احاطتهم علما بمضمون واقعات الدعوى ومركز العميل ( الموكل) القانوني من الدعوى.

٢ـ احاطتهم علما بمضمون الحكم التمهيدي والواقعات التي ستنصب عليها شهادتهما وعما اذا كانا شاهدي نفي ام اثبات.

٣ـ  مناقشة مضمون شهادتيهما للتأكد من تناسقها واتساقها مع محل شهادتهما من الدعوى.

٤ـ  وفقا لمبدأ ليس كل ما يعرف يقال وكما قال تعالى في سورة يوسف ( فأسرها يوسف في نفسه ) فإن الواقع العملي اثبت ان ترك الشهود على سجيتهم دون توجيه مسبق من المحامي المتمرس والمتوقع لأسئلة القضاه من شأنه ان يضعف موقف العميل في الدعوى بسبب الشهادة الغير متناسقة والغير مدروسة والاجابات الهوجاء الغير منتظمة.

وغنى عن البيان فإن معظم الشهود ينتابهم حالة من التوتر تؤثر على اداء شهادتهم امام المحكمة مما يحمل القاضي على الظن في صحة ما يدلون به وينعكس ذلك على شدته في توجيه الاسئلة ومحاصرة الشهود فيؤدي ذلك الى تخبط الشهود في ادائهم الشهادة ومن ثم الإضرار بمركز العميل فمن اجل ذلك إن محاكاة جلسة التحقيق مع الشهود قبل الجلسة وتوقع الاسئلة التي سيواجهونها امام القاضي من شأنه تخفيف حدة التوتر لديهم وحملهم على اداء شهادتهم بشكل حسن وعلى المحامي ان يوجههم الى مواطن القوة في الشهادة وان يحثهم على عدم الحديث في مواطن معينه اذا كان من الممكن ان تؤل على وجهين فتكون محلا للطعن على شهادتهم من الخصوم.

والجدير بالذكر ان الحقوق تنتزع انتزاعا وهذا الانتزاع حرفة يتقنها الممارس المحترف من المحامون ولا يحمل ابدا معنى توجيه الشهود نحو حثهم على تغيير الحقائق او الشهادة الزور وانما هو فن ادارة الحوار.

٥ـ  كما يقال في المثل ( الشيطان يكمن في التفاصيل ) توجيه الشهود نحو مطابقة شهادتهم في التفاصيل الصغيرة التي قد تغيب عن احدهما ويذكرها الآخر من الأهمية بمكان ذلك بأن الواقع العملي اثبت وبقوة ان القاضي إبان مباشرته للتحقيق يفاجئ الشهود بأسئلة حول تفاصيل دقيقة في الواقعة المعروضة ولو لم تكن هناك محاكاه مع الشهود من قبل المحامي قبل البدء في التحقيق ستتضارب اقوال الشهود حول تلك التفاصيل ويضيع حق العميل بسبب نسيان احد الشهود وتقريره شهادة خلاف الاخر.

٦ـ حثهم على الثبات والتحدث بثقة مع التزام الادب وتوقير المحكمة ومداومة التواصل البصري مع القاضي قدر الامكان.

وأخيرا فإن الحديث في هذا الأمر يطول، ولكن كانت تلك أهم المحاور الاساسية التي ينبغي عدم اغفالها.

 

الأستاذ: سعد نوفل

 

أقول إن المحكمة سوف تسألكم في واحد اثنين ثلاثة أربعة، بعد أن يحلف كل منكما يمين الله أن يقول الحق، ولا يقول غير الحق، وعليكما أن تشهدها بما رأيتما مثل زبد الشمس، وبما سمعتنا عن الموضوع محل النزاع، حتى تصل المحكمة إلى الحقيقة.

 

الأستاذ: موسى حمدي

عليك أن تعلم أن الشهادة هي الادلاء بمعلومات معينة عن واقعة محددة توصل إليها الشاهد من خلال ما شاهده أو ما سمعه أو ما أدركه بحاسة من حواسه عن هذه الواقعة التي يشهد عليها.

ويجب توجيه الشهود بسرد شهادتهم عن الوقائع التى تثبت أو تؤدى إلى ثبوت الجريمة وظروفها وإسنادها إلى المتهم أو براءته منها و الادلاء بما يعرفه عن الواقعة العالم بها بكل صدق وأمانة وتوجيههم من حيث ترتيب الأحداث وسردها على المحكمة لإزالة اللبس و الغموض، وسرد الأحداث الحقيقية، ولا شيء غير الحقيقية بكل تفاصيلها دون نقص أو زيادة أو تحريف.

ويجب على القاضي أن يهيئ للشاهد الحرية الكاملة في آدلائه للشهادة دون أي تدخلات خارجية او تأثير عليه سواء من الخصوم أو هيئه الدفاع او المحكمة، ومن الممكن ان يتاح لمحامي الخصوم توجيه الأسئله في الحدود القانونية، وبعد الانتهاء من سماع الشهادة تدون بمحضر الجلسة و يقوم الشاهد بالتوقيع عليها.

وإذا خالف الشاهد ما شاهده بإنكار الحق أو تضليل العدالة وثبت للمحكمة ذلك، فإنه يتعرض للمساءلة الجزائية، وهي جريمة الشهادة الزور، وحيث أن من شروط الشاهد حلف اليمين و أن يكون مميزا، وأن يحضر أمام المحكمة عند استدعائه للشهادة، وأن يكون محايدا، بمعني لا يكون له مصلحة.

 

الأستاذ: أحمد فهيم

أقرأ عليهم هذه الآية ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).

 

الأستاذ: رأفت عيطة

ليس من حق المحامي ان يوجه الشهود وانما يعطيهم فكرة عن موضوع القضية المعروضة على المحكمة والغرض من التحقيق وما تود المحكمة واطراف الدعوى الوصول اليه من خلال التحيق في موضوعها لتبيان وجه الصواب والحق.

 

الأستاذ: عمر سعد

سأتحدث معهم سريعا عن جريمة الشهادة الزور، وسأطلب منهم أن يشهدوا بما يعرفونه بنسبة ١٠٠٪ فقط.

 

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى