رسائلي للشباب على طريق المحاماة (1)
رسائلي للشباب على طريق المحاماة
1 ـ ماذا يكون المحامي بلا علم ؟!..
بقلم: الأستاذ/ إبراهيم عبدالعزيز سعودي
ذات يوماً كنت أخطو خطواتي الأولى في عالم المحاماة، حين قال لي أحدهم:
إذا أردت أن تكون محامياً ناجحاً
عليك أن تنسى كل ما تعلمته في كلية الحقوق، فالحياة العملية تختلف تماماً عن الحياة النظرية
واكتشفت مع مضى الوقت أن من قال لي ذلك ليس محامياً ناجحاً.. ولا يستطيع أن يكون.
هل تعرف لماذا.. لأنه طبق النصيحة التي أسداها لي بحذافيرها لقد نسى كل ما تعلمه في الكلية وتصور أن الخبرة والتجربة وحدها كفيلة بأن تصنع منه محامياً ناجحاً فلم يجن إلا الفشل.
وأنا الآن أقول لك بكل ثقة.. يجب عليك ألا تنسى حرفاً واحداً مما تعلمت وإن كنت يوماً نسيت أو أهملت، فاليوم عليك أن تتذكر، وأن تجتهد لتتعلم في كل يوم وفي كل ساعة.
اجعل همك الأول أن تتعلم في كل يوم جديد، إن العلم لا يغنى عن الخبرة، والخبرة لا تغنى عن العلم، بل أن الخبرة ما هي إلا العلم مصقولاً بنار التجربة، وإذا أردت أن تكون محامياً حقاً فلا تتخلى أبداً عن سلاح العلم، حرر عقلك، ولا تولع بالنماذج والصيغ والقوالب، انتفع بالتجارب ثم ضع علمك ورأيك ومهارتك وإبداعك في تجربتك أنت، ومهما تعلمت لا تقف حيث انتهى بك العلم.
لن تستطيع أن تكون محامياً نامياً متطوراً ناجحاً حتى تتعلم جيداً والمحامي لا تكفيه علوم القانون إنما ثروته الحقيقية تكمن في أن ينهل من كل المعارف، فالعلم هو السلم الذي ترتقي به إلى التفوق والمحامي الذي لا ينمى معرفته القانونية والعامة يستحق الرثاء.
فإذا كنت من الذين يتعلمون كل يوم الجديد في القانون فهنئ نفسك واسأل لها المزيد، وإن لم تكن فأدرك مكانك قبل أن يفوتك القطار.. قطار العلم وقطار العمر.
والقراءة نقطة البدء على طريق المعرفة
فالقراءة وسيلة العلم الأولى
اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ
ماذا لو تضع لنفسك كل يوم عادة لا تغيرها…
أن تقرأ نصف ساعة لا أكثر في القانون
ليس مهماً ماذا تقرأ نصاً تشريعياً أو كتاباً فقهياً أو حكماً رفيعاً لمحكمة عليا.. المهم أن تعود نفسك على قراءة القانون.. لا تدع يوماً واحداً يفوتك بغير جديد تتعلمه وتضيفه إلى رصيد علمك الذي إذا أضفته إلى رصيد إيمانك بالله وبالحق الذي تدافع عنه عندئذ فقط قل كلمتك ودافع عن قضيتك فإن الدنيا ـ وليس المحكمة فقط ـ تنتظر أن تقرع سمعها.