خلال كلمته باجتماع المكتب الطارئ لـ «المحامين العرب».. رئيس الاتحاد يستعرض أزمات فلسطين وسوريا وليبيا واليمن وسد النهضة.. ويدعو النقباء العرب للتكاتف لحماية الكيان (فيديو)
كتب: محمد علاء
قال نقيب المحامين – رئيس اتحاد المحامين العرب الأستاذ رجائي عطية، أن الأمة العربية تمر بلحظة فارقة فإما أن تكون أو لا تكون، مضيفا: «ليس مصدر هذا أننا نعادي إسرائيل أو غيرها، وإنما سببه أننا نعادى وتحاك لنا المؤامرات من القوى الكبرى متحالفة مع إسرائيل التي أتت لمنطقتنا لتفتت وحدتنا، ولتفتت تشابك وتواصل أراضينا وشعوبنا».
وذكر رئيس الاتحاد، خلال اجتماع المكتب الدائم الطارئ في دورته الأولى 2021، المنعقدة الخميس الموافق 24 يونيو عبر تطبيق ZOOM، أن المشكلة ليست بتاتًا في القانون الدولي، فتعرفه إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وكافة المنظمات الدولية، ولكن المشكلة الحقيقة أن أحدًا لا ينصاع لقواعد القانون الدولي إلا إذا كان المطالب بتطبيقه يملك من القوة ما ينذر بأن التغافل عن تطبيق هذه القواعد سوف يدفع المجتمع الدولي ثمنه.
وأضاف: «يجب أن أقول لكم أننا في هذه اللحظات الفارقة يجب أن يكون الاتحاد هو رأس الجسر والمقدمة لرعاية كافة حقوق الأمة العربية الضائعة والمضيعة والجاري تضيعها، فهو متخفف مما قد تلتزم به بعض الدول والحكومات العربية، وهو نبض الأمة العربية الحقيقي، والمحافظة على هذا الكيان هي محافظة على مصير الأمة العربية».
وصرح نقيب المحامين، أن المشكلة الأولى التي تواجهنا أن العالم كله يرى على صفحات الإنترنت والمواقع شعبًا يُباد ويُقتل وتُسفك دمائه ودماء شيوخه ونساءه وأطفاله على مرأى ومسمع من كافة القوى الدولية، ويجري اغتصاب القدس الشريف والمناداة بأن تكون عاصمة أبدية لإسرائيل، ومهاجمة غزة وتقتيل أهلها، ومحاولة اغتيال الضفة الغربية، والطائرات والصواريخ الإسرائيلية تقصف الأرواح قصفًا والعالم يشاهد ويتفرج، ومعظم العرب للأسف لا يبذلون غير المواقف الحنجرية التي تقول ولا تفعل، والحق سبحانه وتعالى قد أخبرنا في كتابه العزيز بأنه ويل لمن قال ولم يفعل وكبر مقتا عنده أن نقول ولا نفعل».
وعن المشكلة الثانية الخطيرة، أوضح: «تتعرض سوريا الحبيبة التي يصرفونها الآن عما يعترضها من خطر على كيان الوطن ووحدة الشعب وأراضيه واحتلاله وتقتيل أبنائه وشبابه وسيادته وشيوخه تحت مرأى ومسمع بل ومباركة ممن يتنادى في الولايات المتحدة وقد ذهب بغير رجعة دونالد ترامب بأن الجولان السورية ما هي إلا أرض إسرائيلية ويتنادى هو ونتنياهو بهذه الأكذوبة الكبرى ولا يتحرك العالم».
وتابع رئيس اتحاد المحامين العرب قائلًا: «سوريا مهددة في مصيرها وما يجري فيها يجري للأسف في ليبيا، وكذا ما يحاك من مؤامرات فيما يتصل بالنزاع الذي يجري تأجيجه بين اليمن جاراتها، وسد النهضة الذي يمثل مسألة مصير لحياة الشعب المصري، وقيل من أزمان بعيدة أن مصر هبة النيل، فلا حياة لمصر بدون هذا الماء، وهذا نهر دولي ليس ملكًا لأثيوبيا أو أحد أخر، ومصر وشعب مصر يعيشون على هذه المياه».
وأكد نقيب المحامين، أن هذا الحق المصري في مياه النيل يغتال للأسف بمباركات عربية من وراء الستار والكواليس تساعد أثيوبيا على إقامة هذا السد وحرمان مصر من مياه النيل الذي يعطيها ويعطي شعبها الحياة ويخصب أرضها.
وأشار نقيب المحامين، إلى أن هذه محض إشارات فقط، مردفا: «جئت إليكم أحمل على كتفي 83 عامًا ولكني أحمل قلب شاب، أتمنى بكل ما امتلكه من علم وخبرات أن أكرسه في خدمة الأمة العربية وفي خدمة هذا الاتحاد».
ونوه رئيس اتحاد المحامين العرب، إلى أنه التقى في وقت سابق بصديقه السفير أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، كي ما أدير حوارًا وإياه حول كافة القضايا التي تهم أمتنا وشعوبنا العربية، متابعًا: «سمعت منه وسمع مني، ثم وافاني بكتاب شامل بكل ما نعانيه من مشاكل ومساعي جامعة الدول العربية التي تتمنى من اتحاد المحامين العرب أن تلتئم وإياها في تبنيها».
وأكمل: «يحال بيننا وبين ذلك بفعل مجموعة شاردة لا أحب أن أسميها بالاسم ولكنها معروفة للجميع، مارست وتمارس منذ سنين أساليب منحرفة ومتدنية للسيطرة على الاتحاد لأغراض شخصية، وهي في سبيل ذلك سعت منذ عام 2009 عندما انتخب الأستاذ حمدي خليفة نقيبًا لمصر وصار رئيسا للاتحاد، وحيكت المؤامرات وبذلت المساعي من وراء الستار والكواليس لهدم الاتحاد إن كان هذا ثمنا لعودة من يحاول اليوم أن يعود إلى المسرح بعد أن فقد صفته وولايته ولكنه لا يسلم لهذا الواقع ويحرض مجموعة ممن يعف لساني على أن أصفهم بوصفهم الصحيح ليس فقط لتكريس استمرار وجوده ومن فقدوا صفتهم في الاتحاد؛ وإنما للتآمر تحقيقًا لمأربه وأغراضه الشخصية، ويقذف بالسهام والطعنات من يتصدى لحماية الأمة العربية وكيان اتحاد المحامين العرب، وللأسف يتحالف معهم من ضاقت أباصرهم وبصائرهم عن الإلمام بحقيقة ما يجري».
وأختتم رئيس اتحاد المحامين العرب كلمته قائلًا: «إذا كانت الأمة العربية في لحظة فارقة، فاتحاد المحامين العرب أيضًا في لحظة فارقة، إما أن يكون هذا الاتحاد أو لا يكون، أن يستمر أو أن ينسف من داخله، لذا كان حرصي أن نلتقي اليوم، وقد أرسلت لكافة النقباء العرب خطابي إليهم كي يهب كل واحد منا كي ما يحمي هذا الاتحاد من هذا النسف، ونحن قادرون على ذلك إذا ما تكاتفت أيدينا والتحمت قلوبنا وسنفعل بمشيئة الله ودعم جميع زملائي كافة النقباء العرب».