حماية الأسرة المصرية

بقلم الأستاذ/ اشرف الزهوي المحامي

من البرامج الهادفة التي حققت ملايين المشاهدات وتركت أثرا طيبا في نفوس مشاهديها، برنامج ” المسامح كريم” الذي قدمة عبر سنوات الإعلامي المتميز جورج قرداحي، تعتمد فكرة البرنامج على راب الصدع بين المتخاصمين حيث يحقق البرنامج رغبة الضيف في طلب استدعاء غريمه أو خصمة أو الشخص الذي وقعت معه خصومة ثم يسعى مقدم البرنامج إلى طرح سبب الخلاف بينهما وعرض أحدهم الصلح حتى يتم التوفيق بينهما.

هذه الفكرة يجب أن نعظمها في مجال الخلافات والمشاحنات الأسرية من خلال لجنة اجتماعية مدربة ومعتمدة من جهات متخصصة تضم خبير نفسي وخبير اجتماعي واحد رجال الأزهر الشريف. يبدأ عمل هذه اللجنة منذ لحظة تحرير محاضر الشرطة بين أبناء الأسرة الواحدة، حيث تحال المحاضر ذات الطابع الأسرى أو العائلي إلى هذه اللجنة التي تستضيف أطراف الخلاف وتسعى في حلها لتعود المياه إلى مجاريها.

وتبدو أهمية الفكرة مع تزايد أعداد الطلاق طبقا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وأغلب الخلافات بين الزوجين تبدأ بأسباب بسيطة ثم تجد من ضعاف النفوس من يؤججها ويوغر صدور أطرافها حتى تصبح الشرر الصغير الذي يشعل النار بين أفراد الأسرة الواحدة، وأن فكرة إنشاء هذه اللجنة المقترحة أقرب إلى لجان تسوية المنازعات الأسرية التي أنشأها القانون في محاكم الأسرة والتي تتولى محاولة التوفيق وحل المنازعات بين أبناء الأسرة الواحدة قبل رفع الدعاوى والدخول إلى دهاليز المحاكم.

نسبة بسيطة من الحالات التي تنظرها لجان تسوية المنازعات يتم تسويتها والتوفيق للصلح فيما بينهم، ولكن أغلب الحالات تنظر إلى عمل هذه اللجان على أنه مجرد إجراء شكلي فقط كشرط يسبق الحق في رفع الدعوى، وان الإرادة القوية وتوفير المكان المناسب والوقت الكاف يتطلب إعادة النظر في الفكرة الرائعة بحيث نتفادى عوامل التراجع.

فاللجنة المقترحة يجب أن تخول صلاحيات واسعة وان تمتلك خبرات عميقة وان تتولى بحث كل الأمور المتعلقة بالخلافات الأسرية بما في ذلك التهديد بقائمة منقولات الزوجية التي يستغلها البعض من خلال القانون كوسيلة للضغط فتصبح سببا في وقوع الطلاق وهدم الأسرة، وفي كثير من الحالات التي تؤدي إلى تفكك الرابطة الأسرية تكون الحلول بكلمات بسيطة من الاعتذار أو طلب المسامحة أو تقديم التعهدات بعدم تكرار الأفعال الخاطئة أو بكلمات حانية تحمل معاني الحب والعطف التي تصبح بلسما له وقع السحر في القلوب المختلفة فتعيد للأسرة استقرارها وتحفظ الأطفال من التشرد والضياع ولا يجب أن تغفل اللجنة التي اقترح تقنينها دور المخدرات والحبوب المخدرة في التأثير على تصرفات بعض أفراد الأسرة ليكن العلاج متكاملا.

فبعض الأزواج الذي يقع تحت تأثير هذه المخدرات يفقد السيطرة على تصرفاته فيودي بأسرته إلى التشرد والضياع لذلك يجب إجراء التحاليل اللازمة عبر هذه اللجنة لوضع الأمور في نصابها لأن بناء الصلح على أسس متينة وواقعية يحتاج إلى تأصيل الخلافات والقضاء على أسبابها حتى لا تتكرر المشكلة.

وتولت مؤسسات اجتماعية رسمية بحث الأسباب الأكثر شيوعا التي تؤدي لهدم الأسرة وتملك هذه المؤسسات إحصائيات رسمية يمكن الاعتماد عند دراسة الأمور وتشكيل هذه اللجان المقترحة لكي نستطيع حماية الأسرة التي تمثل الركن الأساسي للمجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى