حجية أجهزة الرادر في ضبط جرائم تجاوز السيارات للسرعة
بقلم: فرج علي المحامي
الكاشوف او الرادار او الراصد او المشعاع وبالانجليزية يسمي (radar) وهو نظام يستخدم موجات كهرومغناطيسية للتعرف علي بعد وارتفاع وكذلك اتجاه وسرعة الاجسام الثابتة والمتحركة ايضا كالطائرات والسفن والسيارات وحالة الطقس مثل مواعيد هطول الامطار والتضاريس،وحتي في المجال الفلكي في علم قياسات الفضاء .
وتقوم نظرية عمله علي اساس قيام جهازالارسال بارسال موجات لاسلكية تنعكس بواسطة الهدف فترتد وبعدها يتعرف عليها جهازالاستقبال ـونظرا لضعف الموجات عند ارتداد ها فنجد ان جهاز الاستقبال يضخمها مما يسهل علي الرادار تمميزها عن غيرها من الموجات الاخري كموجات الصوت والضوء.
وعادة ما تلجا اجهزة الامن في دول العالم فاطبة الي استعمال وسائل حديثة لضبط جرائم تجاوز السيارات لحدود السرعة المقررة قانونا في الطرق.
واصبح من السهل بمكان تحديد تلك السرعة بواسطة جهاز الرادار.
،وبهذا فقد اسفر هذا التطور التقني الي سهولة الكشف عن هذه الجرائم بعد ان كان يشكل صعوبة فيما مضي حيث كان يتم بواسطة قياس اثر الفرامل علي ارض الطريق لمعرفة مدي سرعتها ولكن هذه الوسيلة لم تكن ناجعة دائما نظرا لاختلاف اثر الفرامل علي الطريق بحسب نوعيته فاستعمال الفرامل علي طريق جليدي او طيني مثلا يكون له اثر اطول كثيرا عن الارض الصلبة او الاسفلتية.
فضلا عن انه قد لا تتوقف السيارة المخالفة اصلا.
لان سرعة السيارات التي تجاوز الحدود المقررة قانونا لا يمكن ادراكها بالحس المباشر.
وتثورالعديد من التساؤلات في هذا الصدد التي نجيب عليها فيما يلي.
1- س هل توجد انواع متعددة من اجهزة قياس السرعة للسيارات ام هو نوع واحد فقط؟
يمكن القول بوجود ثلاث انواع من اجهزة قياس سرعة السيارات وهي احد انواع اجهزة الرادار وتسمي اصطلاحا (السينمومتر) وهي تختلف بحسب نظرية عملها والعنصر القائم علي هذا الجهاز.
-النوع الاول هو النوع اليدوي ويطلق عليه اسم(ميستا)( (mestaوهو جهازيعتمد علي تشغيل العامل له بطريقة يدوية حيث يضغط العامل علي مفتاح معين بالجهاز فتظهر سرعة السيارة التي تمرامامه وتظل مقرؤة طالما لم يضغط العامل علي زر مرة ثانية ثم يقوم العامل بنقل هذه البيانات بطريق الاتصال الي عامل اخر والذي يتولي ايقاف السيارة عند مرورها امامه علي النقطة التالية في الطريق.
-النوع الثاني وهو النوع الذي يطلق عليه اسم (اسبيك)(aspic) وهذا الجهاز يوضع علي الحافة اليمني للطريق ،وهذا الجهاز يقوم بوظيفتين الاولي تصوير السيارة من
الخلف سواء ليلا او نهارا هذا للسيارة التي نفترض وقوع المخالفة منها بزواية45
عند تجاوزها الخط .
العمودي والوظيفة الثانية هي قيام هذا الجهاز في ذات الوقت بتسجيل سرعتها،في نفس اللحظة التي تظهر علي الشاشة بثلاثة اعداد مقربة الي الكيلومتر بدقة كبيرة.وهكذا يتم التسجيل باللون الابيض والاسود علي صورة فوتوغرافية واحد مرقم حيث توجد شاشة يظهر عليها المكان والتاريخ والساعة.
النوع الثالث:يطلق عليه اسم ترافيباكس وهو جهاز يتم تركيبه علي سيارة متحركة والتي تقوم بتتبع السيارة المراقبة فسرعة الاخيرة يتم تحديدها بالمقارنة بسيارة البوليس.
س2- ما هي طرق اثبات سرعة المركبات ؟
– اولا يوجد تقدير رجل المرور .
حيث يقوم رجل الشرطة وفقا لهذه الطريقة بتقدير سرعة المركبة ولكن نلاحظ انه اذا كان هناك اكثر من واحد واختلف تقديرهم للسرعة فان الامر يصبح محاطا بالشك في ثبوت الاتهام،ونلاحظ ان اتجاه احكام القضاء الي ان استخدام جهاز معين لقياس السرعة ليس شرطا لاثبات مخالفة السرعة،بل يكفي ان يتم ذلك بالمحضر الذي يقوم باعداده رجل الشرطة بناء علي تقديم دليل تثق به المحكمة علي وقوع المخالفة.
وبالتالي يجوز الاستناد الي تقدير رجل الشرطة في قياس مسافة معينة قطعتها المركبة في مدة معينة ويجوز ايضا ان يستند حكم الادانة الي اعتراف السائق بالمخالفة علي الرغم من عدم استعمال جهاز الرادار.
ثانيا :المتابعة.
وهنا نلاحظ ان رجل المرور يقوم بمتابعة السائق وبالتالي يتاكدون من قياس سرعة سيارته بالمقارنة مع سرعة رجل المرور.
ثالثا:جهاز الرادار.
حيث يقوم جهاز الرادار بتقدير سرعة السائق وعادة ما يشرف احد الفنيين علي الجهاز فاذا ما اكتشف المخالفة قام باخطار شرطي اخر علي بعد عدة امتار فيقوم الاخير بتقدير المخالفة،في هذه الحالة عند قيام الاثنين بالتوقيع علي محضر المخالفة .
اما اذا كان الموقع هو الشرطي الثاني فنجد ان احكام القضاء الفرنسي قد اطرحت هذه المحاضر.
رابعا:اشعة الليزر.
يتم تقدير سرعة السائق بواسطة جهاز ليزر مركب علي قمة السيارة الشرطية من مسافة كيلومتر اي قبل ان يراهم السائق المخالف.
خامسا:طريقة فاسكار.
وتتلخص في وجود صندوق مثبت من جانب سيارتين من سيارات المرور
ليقوم بحساب المسافة والوقت بين السيارة الاولي والثانية والتي مرت بهما السيارة المخالفة ويتم حساب السرعة دون ان يعلم المخالف.
س3- ما هي حجية اجهزة الرادار اواي جهاز اليكتروني في اثبات جرائم تجاوز السرعة للسيارات؟
– بداية في مصر استقرت احكام القضاء علي انه يتعين للحكم بالادانة علي السائق عن تجاوز السرعة ان يثبت ذلك بوسيلة من وسائل الاثبات التي تقتنع بها المحكمة ولم يحدد القانون طريقا معينا لذلك الاثبات .
-وقد قضت محكمة النقض بانه( الحكم يعيبه القصور عن تحقيق دفاع الطاعن من ان سرعته كانت عادية ومسموح بها وذهب الي ان سرعة الطاعن كانت زائدة عن الحد المقرر دون اثر لذلك في الاوراق)
(نقض 22 اكتوبر 1987م مجموعة احكام النقض س38 رقم151 ص835)
-وبذلك يتاكد ان جهاز الرادار لا يحوز الحجية الكاملة بل يمكن الطعن في تقديراته خاصة اذا اتضح ان الجهاز لا يخضع للمراجعة الدورية.
-ويقع عبء اثبات سلامة عمل جهاز السرعة علي جهة الادعاء عند التشكيك فيه من جانب المتهم تطبيقا لذلك قضت محكمة النقض الفرنسية بان الصورة التي يلتقطها الرادار لا تصلح دليلا في الاثبات اذا لم يكن الجهاز قد خضع للمراجعة الدورية ،وخاصة ان الشرطي الذي كتب محضر المخالفة لم ير بنفسه وقوع تلك المخالفة.
غير ان المحكمة لا تشترط ان يتم اجراء تجربة علي الجهاز قبل استخدامه في قياس السرعة مادامت ان المراجعة الدورية محل احترام.
ومن الواضح ان الجهازيجب ان يحسن استعماله من جانب رجل المرور القائم عليه ايضا اي ان يوضع في ظروف المكان والزمان التي تسمح بقياس للسرعة علي الوجه الصحيح
غير ان عبء اثبات العكس يقع علي عاتق المخالف.
فيتعين مثلا ان لا يتم وضع الجهاز في ميدان حيث يسبب تداخل بين المركبات العابرة في سرعة ويقع عبء اثبات الخلط علي عاتق المتهم المخالف مع اعمال القاعدة الاصولية ان الشك يفسر لصالح المتهم.
ومع ذلك فان احكام القضاء الفرنسي لا تعتبر وضع الجهاز في الاتجاه العكسي لحركة السيارات العابرة سبب يدعو الي عدم الثقة في قياسه لسرعتها.
وعلي العكس فقد توجد احوال يتم فيها اطراح قراءة الجهازحيث قد يثبت الجهاز سرعة معينة تزيد علي الحد الاقصي للسرعة التي تم تصميم السيارة علي اساسه من جانب المصنع المنتج لها.