تهاني الجبالي.. عضو مجلس النقابة في التسعينات وأول محامية تنتخب بـ «المحامين العرب» وصاحبة أعلى منصب قضائي تولته المرأة المصرية

المركز الإعلامي

توفيت فجر اليوم الأحد 9 يناير 2022 ، المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقًا، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، حيث كانت تتلقى العلاج بمستشفى العجوزة.
وأعد المركز الإعلامي لنقابة المحامين بروفايل خاص بالراحلة تناول فيه نشأت الراحلة ، وعملها بالمحاماة ، وأبرز وأقرب القضايا إليها ، وتعيينها قاضية في المحكمة الدستورية ، والشخصيات الملهمة في حياتها ، وموقفها من ثورتي 25يناير و30 يونيو ، واستبعادها من منصبها وأسبابه ، وأخيرًا الأوسمة والدروع التكريمية التي حصلت عليها .

المستشارة تهاني محمد الجبالي، جمعت بين المحاماة والقضاء، فهي عضو مجلس نقابة المحامين سابقاً، ونائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقاً، لتكون المرأة المصرية التي احتلت المنصب القضائي الأعلى في تاريخ مصر.

نشأتها

ولدت في 20 نوفمبر 1950، لأسرة من محافظة الغربية، وحصلت على المركز الخامس على مستوى مصر في شهادة الثانوية العامة، ثم دخلت كلية الحقوق جامعة المنصورة وتخرجت منها العام 1973، ثم حصلت على دراستها العليا في الشريعة الإسلامية والقانون الدستوري.

عملها بالمحاماة

بعد تخرجها، عملت بالمحاماة لمدة 30 عام، وهي محامية بالنقض حتى قرار تعينها كقاضية، وفازت بعضوية مجلس نقابة المحامين لمدة دورتين متتاليتين خلال الفترة من 1989 إلى 1993، و1994 إلى 1998.

كما تم انتخابها كأول عضو في المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، لتصبح بذلك أول سيدة مصرية وعربية تنتخب في هذا المستوى بالاتحاد منذ تأسيسه في عام 1944 م. وبعدها تولت لجنة المرأة في الاتحاد، وأيضا رئاسة لجنة (مناهضة العنصرية والصهيونية) بالاتحاد.

وعملت «الجبالي»، كمحاضرة أساسية في مركز التدريب وتكنولوجيا المعلومات التابع لاتحاد المحامين العرب، وأيضا عضوا بمجلس أمناء المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، وخبير قانوني في منظمة الأمم المتحدة، ومحكم تجاري دولي، ومحاضر في المعهد العربي لحقوق الإنسان في تونس، وعضو اللجنة التشريعية والسياسية بالمجلس القومي للمرأة، والعديد من المناصب الاستشارية القانونية الأخرى.

أبزر القضايا وأقربها إلى «الجبالي»

خلال حوار لها نشر في جريدة الدستور، يوم 2 يونيو 2020، تقول «الجبالي»: «ما زلت معتزة جدًا وفخورة بقضية من القضايا التي شغلت الرأي العام في مصر، وهي قضية الشاب المصري «أيمن حسن»، الذي كان مجندًا في القوات المسلحة، يؤدي خدمته العسكرية على حدود سيناء، وعندما حدث بعض الاعتداءات من الجانب الصهيوني على الحرم الإبراهيمي، نفذ عملية استشهادية ضد أتوبيس إسرائيلي لكنه لم يمت».

وأضافت: «عندما قُدم للمحاكمة العسكرية صدر الحكم ضده بالإعدام ٣ مرات، لكني نجحت في تخفيف الحكم إلى ١٢ سنة قضى منها ٦ أعوام ثم أفُرج عنه لاحقًا، بالإضافة لذلك فمرافعتي في قضية «ثورة مصر» عن «الشيخ حامد»، أحد المدانين، لا تنساها ذاكرتي هي الأخرى، وبشكل عام لا توجد قضية شغلت الرأي العام إلا وشاركت فيها ولم أحصل في أي منها على أي أتعاب».

تعينها قاضية في المحكمة الدستورية

في 22 يناير 2003 صدر قرار جمهوري بتعينها نائب رئيس المحكمة الدستورية ضمن هيئة المستشارين بالمحكمة الدستورية العليا كأول قاضية مصرية في العصر الحديث، حتى عام 2007 عندما عينت 32 قاضية بالقضاء العالي، مما أبقاها كصاحبة أعلى منصب قضائي تحتله امرأة في مصر.

وردا على تساءل هل راودتكِ الأحلام ذات يوم بأن يسبق اسمك لقب «القاضية»؟، خلال حوارها لجريدة الدستور المنوه عنه سابقا، صرحت «الجبالي»، بأنه لم يخطر ببالها ولو للحظة واحدة ذلك الأمر، مضيفة: «فقلبي كان معلقًا بحلم واحد ألا وهو العمل بالمحاماة، ولذلك لم أتقدم لمنصب القاضية، لكن المحكمة الدستورية العليا شرفتني باختياري من بين ٢٠٠ سيدة كانت مرشحات لنيل ذلك المنصب الرفيع، وهو شرف كبير نلته بغير ما أسعى إليه».

وأضافت: «تعييني قاضية بالمحكمة الدستورية كان تكليفًا وواجبًا وطنيًا، و”جاء من عند ربنا”، وهو حق ناضلت المرأة المصرية كثيرًا لانتزاعه، وكان قدري أن أكون أول من يحقق ذلك الحلم، وبالتالي فلم يكن هناك أدنى مجال للرفض أو الاعتذار»، نافية أن السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس الأسبق حسني مبارك، هي من وراء تعيينها بالمحكمة الدستورية.

وأوضحت «الجبالي»: «من تحمل عبء طرح اسمي كان المستشار الراحل فتحي نجيب رئيس المحكمة الدستورية العليا آنذاك، وهو وحده من سعى لإقناع «مبارك» بقرار تعييني، وكل تلك التفاصيل لم أعلمها إلا عندما رواها لي المستشار فاروق سيف النصر، وزير العدل الأسبق، فيما بعد».

شخصيات ملهمة

قالت «الجبالي» خلال حوارها مع «الدستور»، إن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هو الشخصية الملهمة لها على المستوى العام، فإلى الآن ما زلت متأثرة جدًا ببعده الإنساني في إعادة توزيع الثروة والسلطة في مصر.

وأضافت: «ثم تأتى من بعده السيدة أم كلثوم فهي كانت قدوة كبيرة لشخصي، لكونها سيدة قدمت من أعماق القرية المصرية، ولم تُتح لها فرصة نيل حظها من التعليم، ومع ذلك نجحت في أن تحجز لنفسها مكانة خاصة، فالمؤكد أنها بحق ظاهرة استثنائية، والاقتداء بكفاحها فخر وشرف، كما أنني لا أنكر أفضال العظيمين الدكتور يحيى الجمل والدكتور فؤاد رياض، فأنا أعتبر نفسي من المحظوظات بالتعلم والدراسة تحت أيدى تلك القامتين العظيمتين».

موقفها من ثورتي 25يناير و30 يونيو

شاركت في الثورة المصرية منذ اليوم الثالث لها بتواجدها في ميدان التحرير وسط الثوار بالرغم من منصبها الرسمي، وساهمت بالرأي عبر وسائل الإعلام والصحافة في كل ما يتصل بمسار المرحلة الانتقالية، وطالبت مبكرا بأن يوضع الدستور قبل بناء المؤسسات سواء التشريعية أو التنفيذية، كما كانت من أبرز منتقدي حكم الإخوان في مصر، ولها دور بارز في الحراك السياسي الذي سبق ثورة 30 يونيو.

استبعادها من منصبها

تم استبعادها من منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية في حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، من خلال نص دستوري قلص عدد قضاة المحكمة الدستورية من 19 إلى 11 عضواً، ونص انتقالي يقضي بعودة كل المستبعدين فور إقرار الدستور إلى مناصبهم السابقة على العمل بالمحكمة الدستورية.

المرأة الأكثر تأثيرا

بحسب المركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة»، حصلت المستشارة تهاني الجبالي على المركز الأول للسيدات الأكثر تأثيرا في مصر لعام 2014، وذلك بالمناصفة مع الإعلامية ريهام سعيد، كما حصلت منفردة على المركز الأول في عام 2015.

الأوسمة والدروع التكريمية

1- درع الأمم المتحدة للعمل الاجتماعي عام 1990 م.

2- حامل للوسام الملكي البحريني عام 2004 م.

3- درع المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية عام 2003 م.

4- وسام المحاماة التونسي عام 1994 م.

5- وسام المحاماة – سلطنة عمان عام 1999 م.

6- درع العيد الخمسيني لاتحاد المحامين العرب عام 1999 م.

7- درع الدفاع عن حقوق الإنسان – الهند عام 1992 م.

8- وسام الماجدة – العراق عام 1989 م.

9- درع نقابة الصحفيين المصرية عام 2003 م.

10- وسام الهباتيا – مكتبة الإسكندرية عام 1999 م.

11- درع جامعة القاهرة عام 2001 م.

12- درع جامعة عين شمس عام 2002 م.

13- درع جامعة أسيوط عام 1995 م.

14- درع الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2003 م.

15- درع الاتحاد النسائي التقدمي عام 2000 م.

16- درع المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة عام 1988 م.

17- درع وزارة العدل المصرية عام 2003 م.

18- درع منظمة المرأة العربية عام 2004 م.

19- درع المحكمة الدستورية الإسبانية عام 2004 م.

20- درع المحكمة الدستورية الإيطالية عام 2005 م.

21- درع معهد إعداد القادة بوزارة التعليم العالي عام 2004 م.

22- وسام المجلس الدستوري تونس عام 2007 م.

23- درع العيد الخمسيني للثورة الجزائرية عام 2004 م.

24- درع اتحاد الكتاب والأدباء الأفروآسيوي عام 2003 م.

25- درع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، مصر عام 2002 م.

26- درع النيابة العامة بالبحرين عام 2001 م.

27- درع اتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية عام 2005 م.

28- درع التميز من جمعيه نداء الأجراس القبطية للإعلام والثقافة والتنمية عام 1998 م.

29- درع الدفاع عن حقوق المرأة – جمعيه تنميه والنهوض بالمرأة عام 2003 م.

وفاتها 

توفيت يوم الأحد 9 يناير 2022 ، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، حيث كانت تتلقى العلاج بمستشفى العجوزة.

زر الذهاب إلى الأعلى