بالفيديو.. رئيس اتحاد المحامين العرب يلتقي أمين عام مساعد الاتحاد من الأردن.. ويؤكد: أعضاء الاتحاد رموز المجتمعات العربية وأصحاب مقدرة على الطرح والبرهان في تناول القضايا العربية
كتب: علي عبدالجواد
تصوير: إبراهيم عرب ـ إبراهيم الدالي
مونتاج: رضوى إيهاب
التقى نقيب المحامين، الأستاذ رجائي عطية ـ رئيس اتحاد المحامين العرب، اليوم، الأستاذ سميح خريس، المحامي من دولة الأردن، وأمين عام مساعد اتحاد المحامين العرب، وذلك بمكتبه في مقر النقابة العامة.
وقال الأستاذ سميح خريس: «الحقيقة أنا دوما من العاشقين لمصر، الشقيقة الكبرى، العرب والعروبة، فلا عمل عربي بلا مصر وأهلها، ولا اتحاد للمحامين بلا مصر ونقابة مصر، ولا محاماة عربية بلا محاماة في مصر، مصر الرحم الذي ولد ولا زال يولد منه كل حس عربي وكل هم عربي ولواء عربي، وللحقيقة مصر دومًا قيل عنها أنها الشقيقة الكبرى ولا زالت لأنها حملت ولا تزال تحمل هم العرب ولواء الحق العربي».
وتابع: «منذ طفولتي أعشق مصر، وأحرص دومًا أن أنهل من علمها وعلم أهلها وأساتذتنا فيها، وقدر لي أن أكون في اتحاد المحامين العرب من 2007، وهذا الاتحاد حقيقية هو المنظمة الشعبية العربية الوحيدة التي لاتزال تشكل رمزًا للوحدة العربية الرمز الحقيقي للوحدة العربية».
وأشار «خريس» إلى أن الأيام دارت وأصيب اتحاد المحامين العرب بوهن لمرحلة معينة، له أسبابه الذي فضل عدم التعرض لها، وقال: «فرحت كثيرًا عندما أراد الله وجيء بالأستاذ رجائي عطية نقيبًا لمصر، لأن مثله أصبح عملة نادرة، والصيد السمين الذي علينا جميعًا أن نحافظ عليه لتستفيد منه المحاماة العربية والاتحاد، وكل من جد وصدق ورفع لواء المحاماة، فلا خير ولا أقدر منه أن يقوم بهذه المهمة، فهو الرحم الذي يولد منه رسالة المحاماة بشقيها المهني والسياسي».
واختتم أمين عام مساعد اتحاد المحامين العرب حديثه بتقديم خالص الشكر والتقدير لنقيب محامي مصر، مقدمها هدية له تتمثل في «عباءة» وحرص على أن يضعها بنفسه على كتفيه، وقال: «أحضرت هدية رمزية وهي عباءة، واعتدنا في الأردن أن لا تقدم العباءة إلا لرائد القوم الذي ينتمي إليهم، ويأخذ بيدهم إلى الأمام، ويصدقهم، ويحمل همومهم، وهذا أقل ما يمكن أن أقوى على تقديمه لأستاذنا ونقيبنا الأستاذ رجائي عطية».
فيما أهدى نقيب محامي مصر، رئيس اتحاد المحامين العرب، للأستاذ سميح خريس، عددًا من مؤلفاته، وهي؛ «رسالة المحاماة ـ وخمس مجلدات عن العقاد ـ و6 آخرين عن السيرة النبوية في رحاب التنزيل».
وأعرب عن سعادته وترحيبه بأمين عام مساعد الاتحاد، قائلًا: «أعتقد أن هذا اليوم تاريخي في حياتي، أن أسعد بلقائك، وفضل زيارتك، وسماع حديثك الطيب، وأن أسعد بأن أسمع أخوتك الفياضة العطوفة المعطاءة، دمت لوطنك والمحاماة والأمة العربية بأسرها».
وتابع رئيس اتحاد المحامين العرب: «مضت فترة طويلة لم أسمع حديثًا طيبًا ملائمًا موزونًا وعاطفة إلى جوار القلب تفيض عقلًا ومنطقًا، وإلى لغة عربية صحيحة والتزام بقواعد النحو والصرف باتت بعيدة للأسف عن المحاماة منذ زمن ليس بقصير، فصلة مصر بعمان وبكافة الأقطار العربية صلة متينة لا تنفصل ولا يمكن أن تنفصل، وأضم صوتي لضيفي في أن اتحاد المحامين العرب، لهو المؤسسة الشعبية الوحيدة في الوطن العربي القادرة على تناول القضايا العربية بلا حسابات، التناول الرسمي في هذا أو ذاك من البلدان».
وأوضح أن الاتحاد ليس فقط مؤسسة شعبية، ولكنه مشكل من رموز المجتمعات العربية؛ أصحاب الصولة والجولة والمقدرة على الطرح والبرهان بالحجة والبيان، فقد أُجمع للاتحاد كافة المُكنات والقدرات للقيام بدور فاعل كبير جدًا في إعادة السواء في المنطقة بأثرها، الذي يعبث به الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير.
وأكد نقيب المحامين، أنه من يوم أن شرف باختيار المحامين المصريين له فقد وضع نصب عيناه ـ فيما وضعه ـ الاهتمام باتحاد المحامين العرب، ولم يشأ أن يقدم على هذا وهو خالي الوفاض مما يجب أن يتسلح به ليقوم بدوره في الاتحاد، ليس بوصفه رئيسًا فخريًا أوتنفيذيًا، ولكن بوصفه محامي الأمة العربية بأسرها، ورغم أنه قرأ الآف الكتب وأصدر حتى الآن 109 كتاب، و4 تحت الطبع، إلا أنه لم يستنكف أن يذهب بنفسه إلى أمين عام جامعة الدول العربية السفير أحمد أبوالغيط، وأن يجلس إليه ساعات، ويضم إليهما سفيرًا على بينة بقضايا الدول العربية، ويجلس يسأل ويستمع.
وقال إنه حرص على ذلك قبل اللقاء الأول الذي كان منظورًا له في ديسمبر الماضي، وألغي بأفاعيل يحجم عن ذكرها.
وتابع:«طلبت إلى السفير قبل أن أغادر أن يتفضل مشكورًا بموافاتي بمذكرات في القضايا العربية، التي تفضل ببيانها، وعكفت على مذاكرتها كيما استطيع أن أكون عنصرًا فاعلًا بالاتحاد بغض النظر عن الصفات والمناصب، لأنني طوال حياتي لست معني بالمناصب بل بالموضوع، وأن نؤدي أدوارنا كما يجب أن تؤدى».
وأشار رئيس اتحاد المحامي العرب، إلى أنه عكف على الدراسة، وبينما هو يفعل هذا، كان هناك من يدبر لإلغاء انعقاد مؤتمر اتحاد المحامين العرب بشرم الشيخ، ويستعين في هذا بإجراءات لا يحب أن يتناولها الآن، وإنما غلفها البطلان، وهدفها سحب عقد المؤتمر من مقر الاتحاد بمصر التي أعلنت عنه قانونيًا في ظل وجود أمين عام شرعي للاتحاد.
وأكد أن هناك أيضًا من مهام اتحاد المحامين العرب ملفًا للأسف مسكوت عنه تمامًا، فلا تقتصر مهمة اتحاد المحامين العرب على معالجة القضايا العربية فقط، وإنما أيضا من ضمن مهامه الأساسية رعاية المحاماة في الوطن العربي، فليست المحاماة في كل الأوطان العربية تلاقي ما يجب أن تلاقيه من حماية؛ لأن دور المحاماة أحيانًا تضيق به الصدور، ومن هنا كان احترام هذه الرسالة أمر ضروري وواجب حتمي، إذا كنا نسعى لحماية الحقوق.
وقال نقيب محامي مصر، ورئيس اتحاد المحامين العرب: «كم سرنى أن أدعى من السيد نقيب المحامين في بيروت دعوة شخصية، وقد فهمت أنه يريد الاتحاد، ولكنه قال نريدك أنت أن تحضر معنا اليوم الذي خصصناه للمحاماة، وأن تعالج معنا ما نقابله في بيروت على كافة الأصعدة».
وتابع: «وكان أن بادرت لتلبية الدعوة، واعتذرت عن قبول تذكرة الطائرة والإقامة في الفندق، وتوليت هذا عن نفسي بنفسي، وذهبت إلى بيروت وأمضيت قرابة 72 ساعة لم أرى في حياتي قط مثلها، أحسست فيها كيف أن المحاماة عظيمة وأنها ستبقى عظيمة، وقد سعدت بمستوى المحامين في بيروت من الرقي والرفعة، ووجدت أن المحاماة تعاني في بيروت، ما اقتضى أن أتشرف بلقاء الأستاذ العظيم نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، وجلست إليه اكثر من ساعة، وإذا كنت قد حققت شيئ فيها فقد حققته بالمحاماة، وإن كنت قد اتسع علمي فقد اتسع بالمحاماة».
واختتم حديثه قائلًا: «المحاماة ظني أن ملفها لا يزال غائبًا عن اتحاد المحامين العرب، ويجب أن نتخلص من الظواهر التي تعوق الاتحاد عن آداء رسالته الحقيقية».