النفاق

بقلم/ يوسف أمين حمدان

 

إنه النفاق يا سادة، الذي يظهر بوجه المحبة البشوش، وفي الأصل “ثعبان يحرجم على خسارتك”، قد يكون عن طريق موظف أعد لمديره ميزانية، أو تقريرا لدخول في مناقصة، أو مزايدة تكون صحيحة، ولكن يبيح بأسرارعمله لمنافس الشركة لكي يخسر ما تقدم إليه فهنا يكون منافقا خائنا للأمانة.

حيث أنه يظهر أمام صاحب العمل بالوجه البشوش الموظف المثالي وفي الحقيقة الوجه الثعباني” الذي أدى إلى خسارتك.

وقد يكون في صورة صاحب العمل الذي يمتص دماء موظفيه، ويعشمهم بفرصة الترقي أو زيادة المرتبات، على عكس حقيقته يهدف إلى الربح على حساب موظفيه فهنا يكون منافقا كاذبا، أو المحامى الكبير الذى يعمل تحت يده محامون متدربون يستخدمهم كالآلة لكسب الأموال ويوهمهم بالخبرة والعلم على عكس الحقيقة.

والنفاق لغة يُنسب إلى: كلمة النفق وهي السرب في الأرض، وقد سمي المنافق بذلك لأنّه يستر كفره كالذي يدخل في النفق فيستتر فيه، وقيل أن أصل كلمة النفاق من نافقاء اليربوع، وهي تعنى أن يظهر خلاف ما يضمر، ذلك أنّ اليربوع إذا أراد أن يخرج من الأرض حفر حفرة حتى إذا وصل إلى ظاهر الأرض ترك قشرة خفيفة ليخفي تلك الحفرة، فإذا رابه شيء دفع تلك القشرة وخرج من الحفرة، فظاهر قشرة اليربوع أنها تراب كالأرض بينما هي حفرة، وكذلك الحال مع المنافق الذي يظهر الإيمان ويخفي الكفر.

-وأما معنى النفاق في الاصطلاح: فيدل على مخالفة الظاهر للباطن فالمنافق يقول بلسانه ويفعل ما يخالف معتقده وما في قلبه، وهو يستر الكفر ويدعي الإيمان، والنفاق من المصطلحات الإسلامية التي لم تعرف عند العرب قديماً.

والنفاق هو التظاهر باتباع الفضيله والأخلاق الحسنة الحيدة وإضمار السمة والنزعات الحقيقة للشخصية المنطوية على غير الظاهر منها.

وحرم الله ورسوله النفاق، فحرمه الله في كتابه العزيز:-

قال تعالى:

(إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ فِی ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِیرًا)

[سورة النساء 145]

(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ إِذَا جَاۤءَكَ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ قَالُوا۟ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ یَشۡهَدُ إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ لَكَـٰذِبُونَ)

[سورة المنافقون 1]

كما جاء في الحديث الشريف عن رسول الله “صلى الله عليه وسلم”

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” قال (آية المنافق ثلاث، إذ حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان). رواه البخاري

وقال “صلى الله عليه وسلم”: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر). رواه البخاري ومسلم في صحيحهما.

ويتجلى النفاق في أبها صورة بين الرئيس والمرؤوس، بين صاحب أو رب العمل ومديره، بين المدير ومن تحت يده، يسعون للنفاق من أجل المال أو ترقية أو سلطة لا من أجل المحبة.

“استقيموا يا سادة!، استقيموا يرحمكم الله”.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى