الناشط الحقوقي محمد رسول الله (1)

 

بقلم: أ عمرو فتحي

بداية أصلي وأسلم على سيدي وسيد العالمين رسول الله محمد الأمين، أول من تنشق عنه الأرض وأول من يطرق باب الجنة، صاحب الحوض الطاهر والنهر الهادر، شفيع الأمة وحبيب رب العالمين المبعوث رحمة للعاملين بالقرآن والخلق العظيم وأزيد عليه صلاة فأقول: “اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد السابق للخلق نوره ورحمة للعالمين ظهوره بعدد من مضى من خلقك ومن بقي ومن سعد منهم ومن شقى صلاة تستغرق العد وتحيط بالحد صلاة دائمة بدوام الله العظيم”.

بعد أن وصل النبي إلى المدينة المنورة وجد فيها عدة فصائل مختلفة العادات والأعراق والأنساب وحتى العقيدة فكان هناك المهاجرين الذين تركوا أموالهم وبيوتهم بمكة وهاجروا مع النبي، وكان هناك الأنصار وهم أهل المدينة وسموا بالأنصار لنصرتهم لرسول الله وترحيبهم بقدومه، وكان هناك اليهود وبغير اتفاق يحكم العلاقات بين هذه الفصائل المختلفة كانت ستشيع الفوضى والاعتداء على الحقوق والحريات وانهيار مشروع الدولة الإسلامية الوليدة وكان في استطاعة النبي أن يفرض الرأي بالقوة ولكنه لم يفعل وضرب المثل والقدوة في الرأي والمشورة ووضع دستور المدينة أو صحیفة المدینة وهي أول دستور مدني في تاريخ البشرية، تمت كتابته فور هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وقد أفاض فيه المؤرخون والمستشرقون على مدار التاريخ الإسلامي، واعتبره أغلبهم مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية، ومعلماً من معالم مجدها السياسي والإنساني.

يقول المستشرق الروماني جيورجيو: حوى هذا الدستور اثنين وخمسين بندا، خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان. وقد دُون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء، ووضع هذا الدستور في السنة الأولى للهجرة، أي عام 623م.

المصدر/كتاب الوثائق الدولية المعنية بحقوق الانسان للدكتور- محمود شريف بسيوني

زر الذهاب إلى الأعلى