المحامي و سوق الكتب القانونية

بقلم: محمد جمال الدين
الفنا منذ أمد قد يكون بعيدا على أن تقتصر صفة المحامي في سوق الكتب القانونية على كونه مشتريا لها فقط، دون أن يتعدى الأمر تلك الصفة.

بحيث أننا نسمع و نرى كل يوم عن موسوعة جديدة للقاضي فلان، و الرئيس بالمحكمة سابقا فلان ، و على الرغم من جزيل احترامنا لشخوص هؤلاء القضاء بحسبانهم من أضلاع مثلث العدالة في البلاد و كذا تقديرنا للقيمة العلمية لمؤلفاتهم القانونية إلا أن التزاحم و التجاذب الشديدين على هذه الكتب يعكس كثيرا من الآثار السلبية على السادة الأساتذة المحامين.

فمن ناحية يؤدى التهافت الشديد على هذه الكتب و الموسوعات إلى ارتفاع أسعارها بحيث لا يكون في مقدور المحامي الشاب شراؤها على الإطلاق في ظل الظروف الإقتصادية الحالية إذ تصل أسعار تلك المؤلفات إلى ما يزيد على الألف جنيه ، و إذا كان ذلك هو الأثر السلبى من الناحية المادية فثمة تأثير أخر -من ناحية ثانية- على الناحية الأدبية للسادة الأساتذة المحامين و بيان ذلك أن جميع الأحكام القضائية بكافة أنواعها نجدها تشير فى أسبابها إلى مراجع للسادة القضاة و لا نجد حكما على الإطلاق يشير في أسبابه إلى مرجع قامه بتأليفه محام و هذا لا يجد سببه على الإطلاق في ضعف القيمة القانونية لمؤلفات السادة المحامين سواء الأساتذة منهم أو المستشارين و إنما يرجع السبب إلى التزاحم الشديد على مؤلفات السادة القضاة و ضعف الإقبال على مؤلفات السادة الأساتذة المحامين الأمر الذى أدى بهذه المؤلفات إلى الاختفاء والتلاشي التدريجي، و ذلك على الرغم من القيمة العليا و الكبيرة للكتاب أو الموسوعة التي يدونها محام سواء كان أستاذا أو مستشارا.

و كاتب هذا المقال يشهد على هذه القيمة بلسانه و قلمه و عينيه فمن المؤلفات القيمة التي اقتنيتها و قرأتها بنفسي أذكر على سبيل المثال و ليس الحصر ما يلى :
-الحماية القانونية للعلامات و البيانات التجارية و المؤشرات الجغرافية : للأستاذ /وليد عزت الجلاد _ محام بالاستئناف العالي.
-منازعات التمكين فى مسكن الزوجية و مسكن الحضانة : للأستاذ/إيهاب صلاح رضوان المحامي.
-التصالح في مخالفات المباني طبقا للقانون ١٧ لسنة ٢٠١٩ : للأستاذ/هشام زوين المحامي.
-دور المحامي أمام المحاكم : للمستشار/على الدين زيدان المحامي بالنقض ، و الاستاذ/محمد عودة أبو قطيط المحامي.
-كيفية التصدي لإجراءات التقاضي الكيدي : للمستشار الدكتور/على عوض حسن المحامي بالنقض.
و غيرهم الكثير و الكثير من الموسوعات القيمة التى -و للأسف الشديد- تركها السادة المحامون حبيسة الأرصفة و دور النشر.

و لعل الإقبال على هذه المؤلفات يؤدى إلى إعادة مؤلفات السادة القضاة إلى أسعار معقولة ، كما سيؤدى فى مرحلة آتية إلى دخول السادة المحامين مستشارين كانوا او أساتذة و بقوة إلى سوق الكتب القانونية كمنتجين تحظى مؤلفاتهم بالأهمية التي تناسب قدرهم الرفيع.

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى