المحامي نور العدالة
بقلم: الأستاذ/ مصطفى عبد الرحيم
من اليوم الأول الذي يتلفظ لسانك بهذه الكلمات (أقسم بالله العظيم أن أمارس أعمال المحاماة بالشرف والأمانة والاستقلال وأن أحافظ على سر مهنة المحاماة وتقاليدها، وأن أحترم الدستور والقانون)، ها أنت الآن وقد تحملت على عاتقك اليمين القانونية والقسم الذي ستسأل أمام الله عليه.
فلو بحثت في هذه الكلمات ستجد أنها ليست عباره عادية أو مجرد قَسم إنما هو قَسم يحمل في كل عبارة بل في كل حرف مسئولية كبيرة قسم يحمل في طياته أنك ستكون من المحاربين لتحقيق العدل بل ستكون فارسا مغوارا يحلق في محراب العدالة.
ولا تستقل من نفسك فأنت أصبحت محاميا في مهنة عريقة وأصبحت عضوا في أكبر وأقوى النقابات، فأصبحت نورًا للعدالة، لذا يجب أن تتوفر بك مجموعة من الأخلاقيات المهنية، تلك الأخلاقيات التي تجعلك ”محامي شريف”.
فالإخلاص والأمانة في أي مهنة سمات مطلوبة، بينما هذه الصفات هي أحد أخلاقيات المحاماة، لذا يجب أن تتحلى بالأمانة والإخلاص.
وكتمان السر أحد أخلاقيات مهنة المحاماة، إنها صفة سامية يتمتع بها الحكماء والشرفاء، لذا فهي تمثل أحد أهم الأخلاقيات بمهنة المحاماة، وهي مطلوبة في القضايا الشائكة.
جلب الموكلين من خلال السعي واقتناص الفرص من الزملاء ليس من أخلاقيات المهنة، فيجب أن تكون عفيفاً لا نقوم باقتناص الفرص من زملائك بأساليب ملتوية، بل عليك صناعة اسمك بمجهودك الشخصي فقط.
فمهنه المحاماة مهنة حرة أبيه وهي مهنة قائمة على تقديم المساعدة للأشخاص الطبيعيين والاعتباريين في اقتضاء حقوقهم والمعاونة في العمل وفقا للقوانين المتبعة في كافة المجالات والدفاع عن حقوق الآخرين والتوعية القانونية للمواطنين بحقوقهم وواجباتهم.
إن المحاماة مهنة كتمان السر والشرف فلا يحق لمن يعمل بها أن يفشي أسرار عملاؤه، فقد وثقوا به ووضعوا ثقتهم فيهِ، ويحكم ممارسة مهنة المحاماة القانون.
ولهذا لا يستطيع أن يُنكر أحد أن المحاماة لازمة من لزوميات العدالة، وضرورة من ضرورات تحقيقها، والعدالة كل كامل لا يتجزأ ولا يتقطع وإلا انهار وانعدم.
لذلك يقول صولون إنه: “لا يمكن تصور حكم بدون مدافع أو حكم بغير دفاع فالمحامي نور العدالة”.