المحاماة والناس
بقلم المحامى/ كريم نور العاطون
الكثير من الناس يبغضون التعامل مع المحامين لا بل يحقدون عليهم ، و يوجهون أصابع الاتهام لهم ، لأنهم يقومون بالدفاع عن الظالم و المظلوم على حد رأيهم ، و لكن هناك يدور التساؤل من يحدد اذا كان الشخص ظالم أو مظلوم ؟
المحامي : هو إنسان يعيش بين الناس وهو من الناس و يصيب و يخطأ مثل جميع البشر ، و لكن الناس تعتقد ان المحامين يعيشون في عالم آخر ، و يعرفون جيدا أن يوجد هناك ظالم و مظلوم في كل قضية تعرض أمامهم و يترافعون بها .
وكما ورد في الحديث الشريف :
[ عن أُمِّ سَلَمةَ رضي اللَّه عنها : أَنَّ رَسُول اللّه صل الله عليه و سلم قَالَ: إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ ، وَ إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ ، وَ لَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ] .
فالمحامي ليس هو من يقرر من الظالم أو المظلوم ، و الدفاع عن الجميع حق مقدس في كل القوانين و الأنظمة المعمول بها في كافة الأقطار في العالم ، و المحامي ينقل للمحكمة الكلام الذي يصدر عن أصحاب الخصومة في القضايا بطريقة قانونية ، و لا يحاسب عن ذلك إلا أمام ضميره ولا سلطان عليه إلا القانون .
و كما أن جميع أعمال المحامين تحسب عليهم ويحاسبون عليها إذا أخطأ بحق موكله أمام القانون وأمام النقابة التي يتبع لها وهناك عقوبات لكل عمل يقوم به المحامين الذين يسيئون لهذه المهنة الشريفة .