أسرار جديدة لقوة عقلك الباطن
بقلم/ الدكتور محمد عبد الحميد جفلان
بدأنا في المقال السابق بالحديث عن أسرار قوة العقل الباطن بتوضيح مبسط للعقل الباطن والعقل الواعي،،،
والآن ونحن في طريق البحث في علم النفس الجنائي والقوة الكامنة داخل النفس البشرية وجب التنويه أن العقل الباطن والعقل الواعي يقابله نوعين من أنواع التفكير، تفكير شعوري وتفكير لا شعوري…
التفكير الشعوري يتمثل في كل الإجراءات العقلية والظواهر التي يستطيع الإنسان إدراكها ويحس بوجودها، وتتألف منها مجموعة الملكات الظاهرة للعقل كالإرادة، والذاكرة، والرغبة في الأشياء، والتمييز، والانتباه… وغيرها من الظواهر والوجدانات التي يشعر بها كل منا ويلمسها في حياته العملية.
أما التفكير اللاشعوري، فهو كل الإجراءات النفسية أو العقلية الباطنة الدفينة داخل النفس…
وقد يكون من الصعب إدراكها إدراكاً ملموساً، في حين انها تحرك فينا نزعات خاصة وتدفعنا إلى سلوك معين دون معرفة منا.
كما أن الجسم أيضاً يتمتع بنوعين من الحركة، أحدهما حركة إرادية والآخر حركة لا إرادية، لذلك يمكن تشبيه التفكير اللاشعوري بالحركة الغير إرادية، والتفكير الشعوري بالحركة الإرادية.
والتأمل في ذلك يظهر لنا أن التفكير الشعوري يصحبه في الغالب نوع من الاختيار أو الإرادة، أما التفكير اللاشعوري فهو أشبه بالحركة الغير إرادية؛ فيتم ذلك على غير علم منا، بل قهراً عنا، فتتحرك أعضاؤنا الباطنة لتأدية وظائفها رغما عنا وبغير أن نشعر بها.
لذلك ذهب علماء النفس إلى أن كل حادث أو خبر أو موقف يعاصره الإنسان في فترة حياته لابد أن يترك في نفسه أثراً ما يتفاوت بتفاوت أهمية الموقف أو الحادث، وأن لكل إنسان ذاكرة باطنة تحصي كل ممارساته كبيرها وصغيرها، في شكل مجموعات فكرية منظمة، فاطلقوا عليها تشبيه “دار المحفوظات”، التي تحفظ فيها صور الحوادث مرتبة ومنظمة في ملفاتها للرجوع إليها عند الحاجة.