أسرار النجاح
بقلم/ الأستاذ: أشرف الزهوي
أسرار النجاح، المحامى الناجح يعتمد في حياته على التفكير المنظم الذي يستخدمه في شئونه العملية، بل وفي التعاملات اليومية على وجه العموم، التفكير المنظم يقوم على مجموعة من المبادئ التي يطبقها في كل لحظة دون أن يشعر بها شعورا واعيا، ومن أمثلة ذلك في المجال العملي، مبدأ استحالة تأكيد الشئ ونقيضه في آن واحد، والمبدأ القائل بأن لكل حادث سببا يفسرة أو يبرره، ومن المحال ان يحدث شئ من لا شيء.
أسرار النجاح، هذا النوع من التفكير يرسخ في اذهاننا ويصبح جزء من ثوابتنا، أشارت الأحكام الصادرة من محكمة النقض، وكذلك تواترت الأحكام التى تصدر من المحاكم المدنية، والجنائية إلى ضرورة احترام العقل والتفكير المنظم.
إن عمليات الاستنباط والاستقراء والاستنتاج، من خلال قراءة الوقائع تتوافق عقلا وبداهة مع التفكير المنظم، فلا يعقل أن تنسب لشخص من مواليد الثمانينات عقد بيع مؤرخ في السبعينات، ولا يستوي القول بأن المتهمة المريضة المسنة التي تحرك قدميها على الأرض بصعوبة تقوم بالإعتداء على ثلاث رجال أشداء بالضرب بيدها، وتحدث بهم سيل من الكدمات والخدوش والسحجات؛ التفكير المنظم يقود حتما إلى النجاح في الحياة وفي المجال العملي.
لم يسجل تاريخ المحاماة الأسماء العظيمة التي عرفناها مثل السنهوري والبرادعي والخواجة ورجائي عطية وفتحي والي، وغيرهم من عظماء مهنة المحاماة، إلا لأنهم مارسوا المحاماة كرسالة تتطلب الإبداع من خلال التفكير المنظم.
عندما نقرأ في حكم المحكمة، أن ما انتهت إليه في حكمها هو ما يتوافق مع مقتضيات العقل والمنطق، ندرك وبحق قيمة التفكير المنظم، عندما تشرفت بإلقاء عدد من المحاضرات في معهد المحاماة، كنت حريص على توصيل رسالة بسيطة ومهمة وهي كيف يكون المحامي مبدعا وليس نمطيا.
إن الأجيال التي تخرجت حديثا في كلية الحقوق نشأت على التعامل السريع في اكتساب المعلومة وساهمت شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) في توفير كافة المعلومات التي يريدها مليارات المتعاملين، وهذا التحول قد ترك آثره في الشباب فقل للأسف التعمق في البحث القانوني، وباتت الأوراق القضائية نماذج تباع أمام المحاكم، وأصبح مصدر المعلومات سطحيا إلى حد بعيد.
في ضوء ذلك فإنني أرى في لجنة الفكر القانوني بنقابة المحامين، القدرة على بدأ الزمام والقيادة نحو خلق الحافز لدى جموع المحامين لتبنى فكرة التفكير المنظم والتعمق في البحث القانوني، ولا ينال ذلك من أصحاب الأبحاث القانونية، ورسائل الدكتوراة، وغيرهم من السادة المحامين الذين قضوا، ولايزالون جل أعمارهم في البحث والتدقيق بأسلوب ممنهج ومنظم.
إن الرسالة التي تقوم بها لجنة الفكر القانوني بقيادة القدير محمد راضي مسعود، وأيقونة اللجنة أيمن ظريف، وعدد من القامات في كل النقابات الفرعية قادرة بإذن الله على بناء جيل قوي من شباب المحامين، الذين يملكون من أدوات البحث والتفكير المنظم الكثير؛ إن السياسة التي ينتهجها معالي نقيب المحامين عبدالحليم علام، تؤمن بالتشارك وتدعو للبناء، وتضع نصب أعينها مصلحة المحامين، وبناء جيل قوي من الشباب، ستظل دائما نقابتنا هي الرائدة في دعم المجتمع المصري بالثقافة القانونية والدفاع عن حقوقه.