محامو مصر بخير

فجر موقف النقابة من متظاهرى 25 أبريل العديد من التساؤلات حيث لايزال البعض أسيراً لبعض المفاهيم المغلوطة حيث يرى موقف نقابة المحامين فى قضايا الرأى يجب أن تخضع لمعايير سياسية وليست نقابية وقد عشنا ولانزال فى بقايا حالة الاستقطاب السياسى فلانفرق بين المواقف الا من خلال معتقداتنا وأفكارنا.

وقد لخص نقيب المحامين الموقف الذى اتخذته النقابة رسمياً أنه ليس من منطلق سياسى بحال وانا قال سيادته ” من منطلق رسالة نقابة المحامين فى الدفاع عن الحقوق والحريات العامة فانها ،تأبى أن تقف مكتوفة الايدى ضد أى تجاوز فى حق المتظاهرين الذين يعبرون عن رفضهم لاتفاق ضم جزيرتى تيران وصنافير للمملكة السعودية ..
ومن منطلق أن ينعم المحامى بحريته فى التعبير عن رأية ، وأن يتمتع بالضمانات التى كفلها له الدستور والقانون أثناء وبسبب تأدية عمله فقد قررت النقابة تشكيل لجنة بكل نقابة فرعية للدفاع عن متظاهرى تيران وصنافير برئاسة نقيبها الفرعى وانشاء غرفة عمليات لتلقى تقارير عن جميع الحالات واخطار النقيب العام بكافة المعوقات والتجاوزات التى تحدث فى حق المحامين والمواطنين على السواء أولاً بأول، تلك هى رسالة نقابة المحامين.. وذلك هو دورها فى الاحداث الذى لن تتخلى عنه مهما كان.

وقد ذكرت سابقاً أن النقابة تقوم بدورها ليس دفاعا عن وجهة نظر او تبنى موقف سياسى ضد أو مع اتفاقية جزر تيران وصنافير، وانما تقوم بالدفاع عن حقوق المواطن المصرى فى التعبير عن رأية وحقه فى ان يكون له محام يدافع عنه.،والنقابة أعلنت مرارا انها مع الدولة المصرية وضد أى تصرف يستهدف المساس بها ، كما أعلنت انها لن تدافع عن الارهاب والارهابيين ولا عن الاخوان والمتاخونين ، ولكنها تدافع عن قيمة مبدأ حق الدفاع ايا كان صاحبه وستسعى لتوفير كافة الضمانات والحقوق ليمارس حقه فى التعبير وحقه ايضا فى الحصول على محاكمة عادلة وتلك هى المعادلة التى لايفهمها الكثير دون مزايدات

وقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن محامو مصر بخير ، ضربوا أروع الامثلة فى الاداء الراقى والمتجرد ووحدة الصف ودافعوا عن زملائهم وهم يحملون تاريخ طويل من الدفاع عن حقوق الانسان، فلا تختلفوا، فأنتم راية العدالة والحرية فى هذا الوطن

لذا أنصح الجميع يجب أن يترفعوا عن المنطلقات الشخصية والاراء التى قد تعصف بدور النقابة التاريخى الذى هو صمام الامان لكل مواطن وكل عمل نقابى يرفع من شأن المحاماة ويعلى من قدرها ويؤكد عظمة مكانتها ودورها الرائد فى الدفاع عن حقوق الانسان المصرى.

ويجب أن نحافظ على نقابتنا على أن تظل بمنأى عن الدخول فى صراعات سياسية ، رغم مايحمله بعض أعضائها من معتقدات سياسية لايمكن بحال أن تصطبغ بها الاداء والدور النقابى المستقل عن أفكار أعضاء مجالسها مهما تعاقبت الازمان واختلفت المواقع.

و كان لدور النقابة الدور الحاسم فى نقل المحبوسين فى معسكرات الجبل الاحمر والكيلو 10.5 الى أماكن الاحتجاز الطبيعية التى تخضع لاشراف النيابة العامة ، وذلك دون المساس بحق التقاضى أو أن يفلت أى مجرم من المساءلة القانونية ، وانما يمنح حقه الطبيعى فى الضمانات القانونية والانسانية التى كفلها له القانون ، وذلك هو دور النقابة الرائد الذى أكد النقيب عدم تخلى النقابة عنه بحال.

كل التحية لكل محام جاء مدفوعا من ايمانه بالحق والعدالة ليدافع عن المحامين وعن المتظاهرين على مختلف أفكارهم وانتماءاتهم ، بعد أن توحدوا لهدف واحد وهو أمانة الدفاع ومبدأ دستورى هام وهو كفالة حق الدفاع ومن غير المحامين يحمل هذه الامانة وهم أهل لها.

وتحية لموقف نقابة المحامين الرائع الذى حافظ على دورها ، وتاريخها الطويل فى الدور الوطنى وتحية لنقيب المحامين الذى واجه كل التحديات للحفاظ على استقلال النقابة وقرارها الوطنى دون مؤثرات سياسية من كافة الاطراف.

محامو مصر بخير ، عاشت وحدة المحامين ولانامت أعين الجبناء

 

علي عبدالجواد

صحفي مصري ، محرر بالمركز الإعلامي لنقابة المحامين ، حاصل على بكالوريوس في الإعلام - كلية الإعلام - جامعة الأزهر ، عمل كمحرر ورئيس قسم للأخبار في صحف مصرية وعربية.
زر الذهاب إلى الأعلى